الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

من قصص الحياة . ……… . التلميذ المهمل..…بقلم صالح محمد المنذري ...مجلة درة الوجدان

من قصص الحياة .
……… . التلميذ المهمل..…

بطل هذه القصة هو تلميذا في أسبوعه الأول في سنته الأولى في المرحله الثانوية.
بدأت القصة حين كان في الفصل يكتب فرضه الذي تأخر عن كتابته في منزله وفي نفس تلك اللحضة كان استاذه لمادة اللغة العربيه يلقي محاضرة في علم النحوِ والتلميذ اخذ يكتب درسا في مادة الرياضيات،
فرآه الاستاذ واستاء وغضب .
والآن اترككم مع هذا الحوار..

الأستاذ / لماذا لاتصغي الي حين ألقي المحاضرة ؟ ثم قل لي ماذا تكتب ؟
التلميذ / عذرا استاذي ولكنني وجدت نفسي أعلم موضوع درس اليوم ، فقلت لنفسي سأكمل مالم اكمله بالأمس حيث أن دفتري قد استعاره مني زميلي قبل يومين ثم غاب يوم أمس ولم يحضر وقد عاقبني الأستاذ بالأمس ولم يصدقني وتوعدني بأن يضاعف من العقاب ان لم أأتي اليوم بدفتري وهو مكتمل وليس فيه نقص.
وأنا الان اكتب درس الامس في مادة الرياضايات.

الأستاذ / لا تكذب فأنتم جميعكم حين تخطأون تبحثون عن مبررات لأخطائكم.
التلميذ / لست كاذبا ولست أبرر خطأي ولم أقل أني لم أخطأ أنا أخطأت وحاضرا لان أتحمل مسؤولية خطأي إنما أردت أن أروي لك سبب خطأي .
عذرا أستاذي ، وأنا مستعد لما تأمر به.

الأستاذ / قف
وقف التلميذ

الأستاذ / ابقى واقفا هكذا ليراك كل تلميذا في هذا الفصل ليتعلموا درسا واقعيا في ما يجلبه الإهمال لصاحبه ، وأنت مثالا حي للتلميذ المهمل.
احمر وجه التلميذ حياءا واستاء من كلمات معلمه اذ بالغ فيها كثيرا.
واكمل الاستاذ مابدأه من درسة في علم النحو وكان كلما نضر الى التلميذ رماه بكلمات مسمومة وكان التلميذ يلتزم الصمت وضل واقفا الى أن جاء الأستاذ وهو يشرح للتلاميذ درسة في علم النحو ، جاء في ذكر آية من كتاب الله.

فقرأه بهذه الصيغة.
( وكلمَ اللهَ موسى تكليما )
فقاطعه التلميذ قائلا استسمحك عذرا أستاذي وأرجو منك أن تعيد قرآئة الآية.
فنظر اليه الاستاذ باستصغار وقال من يراك الان سيظن أنك مهتما بالدرس وبما ألقيه ..وضحك الاستاذ والتلاميذ .
فقال التلميذ الذي لازال واقفا

انت استاذي وانا تلميذك وطلبت منك بكل ادب ان تعيد قرائة الاية الكتاب بين يديك اعد قرائتها من فضلك.
الاستاذ / وبكل لامبالاه بالتلميذ
قرأها قائلا ..
( وكلمَ اللهَ موسى تكليما )

التلميذ / اعدها مرة اخيرة استاذي
الاستاذ / ( وكلمَ اللهَ موسى تكليما )
التلميذ / عذرا استاذي ولكنك أخطأت في قرآئتها
الأستاذ / وبكل استصغار قائلا :
ان كنت قد اخطأت فلماذا لاتذهب الى امام التلاميذ فتبين لهم أين اخطأت وتصحح لي خطأي الذي لم يلاحضه احدا غيرك

التلميذ / بكل سرور استاذي
وتقدم الى امام التلاميذ وقال.
انت حين قرأت الآية قلت
( وكلمَ اللهَ موسى تكليما )
واردت أن انبهك بخطأك فطلبت منك أن تعيد قرائتها وفعلا أعدت قرائتها لكن لم تبالي لماذا طلبت منك ذلك وكررتها ثلاثمرات وأخطأت في كل مرة تقرأها .
أنت قرأتها بهذه الصيغة.

1.( وكلمَ اللهَ موسى تكليما )
وفي هذه الحالة أصبح موقع لفض الجلالة الله من الإعراب مفعولا به منصوب مقدم. لأنك قرأت الله بالفتحة فقلت. اللهَ … .
أي أن موسى عليه السلام هو من خاطب الله سبحانه وتعالى وليس الله تعالى من كلم وخاطب موسى
اذ وضعت بقرائتك كلمة موسى في مكان الفاعل المؤخر فصار هو من قام بالفعل حيث ان معنى الاية بقرائتك قد انحرف عن معناها الاصلي والصحيح

فان أردت أن تقرأ الاية قرائة صحيحة بحيث انك تضع كل كلمة في مكانها لتفهم معناها الصحيح فقل .
( وكلمَ اللهُ موسى تكليما )
فلان الله هو من كلم موسى وجب أن نقرأ لفض الجلالة الله بالضمة وليس بالفتحة
( اللهُ ) فتكون بهذا قد بينت ان الله هو الفاعل اي هو من كلم موسى وليس العكس…
.
انتهى التلميذ من توضيح خطأ استاذه ، ونظر اليه الجميع في استحياء لانهم لم يعرفوا قدرة
اما الاستاذ فاحمر وجهه خجلا واكتفى بان يعتذر للتلميذ ويطلب منه الجلوس قبل يغادر القاعة صامتا .
.
.
‫#‏المنذري‬
صورة ‏صالح محمد المنذري‏.