الخميس، 1 أكتوبر 2015

يدّعون الحب والوفاء بقلم ميساء بوتيش


 

يدّعون الحب والوفاء
وجمال الروح
كلامهم كالشهد
يجعلك تسبح على شاطئ الهوى
والروح تهذي بحبهم، تهدا
إلا برؤية طيف الحبيب 
وكل خدوش الزمن، تُنسى

يدّعون العشق والهوى
ويجعلونك، تحلم على جناح الحب الوردي
وتنسى الوجع وكل الشقاء...

وما هم أهلا للعشق ولا أهلا للهوى
ولا قرأوا عن جنون قيس
بحبه لليلى...

يشعلون في الفؤاد براكين من اليأس
وحب لن يرى النور إلا في التمني والبؤس...

يصرحون أنهم للحب أهل
وللرومنسية لهم تل وسهل
وهم لم يطلعوا على أسود ومجانين
الحب في التاريخ 
كعنترة بن شداد
وما فعل من اجل عبلى 
وما أتجرع من كأسا
ومجلد احتضن حرفاه

يقولون هم من أهل الحب 
وكلامهم كالشهد جميل ورطب

هم، قراصنة القلوب
في شباكهم أجمل مهرا
لقلوب الأنثى آسرون 
وعلى مشاعرها مسيطرين

ضعيفة أنثاي على الحنان لا تقوى
حساسة وثكلى
والحب يلثمها ويزيدها ضعفا

مغامرون
مسافرون
يقطفون من كل بلد زهرا
يعبرون بحور العشق بلا وجل
قلوبهم كالصخر مغلفة لن تهوى
ولو تلمسوا وجع العشق والهوى
لعجبوا من وجع الأنثى...
وكأنها صارت معبدا يشعلون على قربانها الشموع
كمن يزورون ديرا يغسلون فيه ذنوبهم
اعتمروا وانتهى الأمرَ...

هم تجار الهوى
يزرعون الربيع في السنين
وفي صمت يغادرون
ولتحترق تلك وتلك الأنثى...
كفرت بحب الحبيب الذي أخذ الربيع
تبا لهذا المغامر الذي زرع 
الانكسار في الجأش 
وفي صمت سافر...