الأحد، 29 نوفمبر 2015

دموع النخيل ... عماد النفزي

 
 
كأن الصحراء ما أنبتت نخيلا 
كأن الفيافي ما صاحبت خيل 
كأن قيسا ما كان لليلى خليلا 
كأن قدرنا بكاء و نحيب 
حدثوني يا امة تنزف 
أوحى لصاحبها جبريل 
حدثوني يا أمة تفترش 
الذل هوانا و مصيرا 
كيف أصبحتم شتاتا 
ممزقة أواصلكم 
جمعكم أضحى مستحيلا 
حدثوني عن الشام العزيز
عن ازقة الكوفة 
عن بغداد أراها تميد 
حدثوني عن البصرة 
حدثوني عن مدن الأدب 
حدثوني عن شعراء 
لهم الأعناق تميل 
حدثوني كيف أضحى المجد 
وهم سراب يسيل 
تبكيكم الأرض و التخيل 
وتخجل منكم كلمات النسيب 
أصبحتم محض أطلال 
رسوم دارسات و خلاء فقير 
لم تعد تهواكم القوافي 
أصبح السيد لشهوته أسيرا 
والحجارة من جبنكم نطقت 
تنادت الآن للقدس نسير 
الآن نصفع وجوه الصمت 
نعلن من البوراق النفير 
وتتهاطل الأدعية كأيام سجيل 
لم يعد خافيا صمتكم 
شهدت علىكم عراجين النخيل 
ولم يعد ينزل الميدان إلا 
أبناء خضر من وحي جبريل 
ستفتح أبوابك يا قدس 
تجهزي لزحف النخيل 
سواعد لا تعرف وهنا 
وجوههم تشع لهيبا 
يعودون إليك يا وطنا 
صلى في قدسه الرسول 
راياتهم كالبلسم شافية 
يخيطون جرحك القديم 
تنادي للصلاة المآذن 
و تدق في أركان الأرض النواقيس 
فسجل يا وطني أنني 
أكتبها رسالة بدموع النخيل 
 

التسميات: