السبت، 14 نوفمبر 2015

(فِي مَعْبدِ ذَاكِِرتِي ) ....بقلمي // سيد يوسف مرسي

 
حِيرةٌ 
تَراتِيلٌ مِن قَشِيبِ المُدرِكَاتِ 
النَواظرُ يُبهِِجُهَا الضّوءَ 
الحُضُور لَهُ قدسيةٌ 
عَلي شاطئِ التَرَوض ِ
صُكوكٌ مُتَبَادلةٌ 
والحِيرةُ لها أبوابٌ 
العَازفِون في كلِ سِفرٍ
والسُؤال يَظلُ حَبيسُ الشفاه 
التَنبؤاتُ تُصهِلُ بالخَصبِ 
من شَلالِ الأزمَاتِ ينسكبُ النّهرِ
كُلَ الأزمانِ تَقِرُ 
وموكِب ُ الحُزنُ تطوفُ ركَائبَهُ 
شَهيدُ الطريقِ
شَهيدُ الفتاتِ 
والدارُ هُدمَتْ حوائطَهُ 
حيرة الانتقالُ 
قُبَعةُ الموتُ جاثية فوقَ الرأس 
وناي الحزن يعزفُ تراتيلهُ 
لا أرضٌ ولا وطنٌ 
صَرخة للتوقفِ 
والأرض أنثوية المقام
والحيرة ُ لم تدَخلَ قصرَ السلطانِ 
الوجُوهُ مشتعلةٌ 
واللبناتُ حبيسةُ لا يرمُقها الضوء 
التسابيحُ مزدحمةُ والأعناق مطأطئة ٌ
والركبُ يجثو علي الأرضِ
فوقَ شاطئ الحيرة ِ
كثرتْ الصلوات ُ 
والكاهنُ ينظرَ كرسيُ الاعتراف 
المعابدُ تدق النواقيسَ
الكلمات ممزوجة والعيون غائرة أحداقُها
تكثُر المسميات 
والنواقيس تلهب أسماع الفجرة 
غُلفت الأفئدةَ 
سَكرُ الأرواح
ظَرفيةُ الجغرافيةُ 
والطبيعةُ البهيمية 
أيها المتشدقون المتعلقون في نجوم السماء !
أيها العابدون للأضرحةُ الصماء!
الفراغ مجدولٌ 
والكاهن ما عاد بكاهن ُ 
والمرجعية تسترزق من الخواءِ
آن للصلاة أن تُقام 
آن للحيرة أن تتبدد 
لا يكون الهروب من فراغ إلي فراغ 
الحيرة كافرةٌ 
ولا تنفع فيها الصلوات 
وعازف الشجن ماهر 
والأسفار طلاسم 
والقراطيس قطع من كُتبٍ
والسطورُ تتعدي الرؤية 
مخاض الخروج 
وفي الأفئدة خواء 
البسمة علي الشفاه محمومة 
قد وقف الكاهن ينتظر الجواب 
وقد خفيت كل الأصوات 
باسم الرب المعبود 
ما يجدي اللطم علي الخدود 
الخليقة الحليقة 
باسم الجنون شرود 
والحيرة أضحت مدائن بلا دروب 
أعلمني أن الأرض ما ماتت ؟
وأن الشيطان في غور القيود 
وأن الحيرة قد ماتت 
 

التسميات: