في حضن الخريف ... عماد النفزي @@@@
جلست على جراح السنين
و تذكرت سنوات خلت
يعج هذا المكان بالضجيج
يمرح في حضني الفرح
أطعمت الكبير و الصغير
و لعبت مع إبني الملك
تعال يا ولد
لا تفسد فرش السرير
إسمع أنت أيها الملك
طبخت لك ما تريد
تعال أنت يا صغيري أحميك
و ألف يديك الصغيرتين
بحبات العقيق
و كم بكيت من الفرح
و أطلقت الزغاريد
و رقصت نشوانة القلب
شكرت الله على التسخير
حضنت في عشقهم الجليد
و أسكنتهم قلبي الجريح
إفترشت الغربة و اللهيب
و بذلت شبابي راضية
لم يخالجني ندم
كم تلذذت بالتعب
أقطف كل صباح أغنية
أزرعها في قلوبهم
حتى ينشؤوا على الطرب
أكتم حزني بداخلي
لا أبدي لهم غضب
و لكن هيهات يا حضن الخريف
ها أنا و انت كلانا رفيق
لم أعد أسمع صوتا
لا و لا أستمتع بالضجيج
سافرت كل الطيور
لما إكتست باللحم بالريش
و بقيت أنت وفيا
تسكن قدمي و الريح
البيت بكت جدرانه
إنتحبت أبيات القصيد
و شكت لي غربتها
و برودة حضن الخريف
فتبسمت بما يشبه دمعة
لست أنكر الربيع
عشت أطرز الفصول
أجملها فتطيع
و ازرعها ألوانا و عطورا
فلا تلبس أكبادي غير الربيع
ما همني أن أسكن وحيدة
بين أحضان الخريف
فحلمي يزهر عاشقا
ألحانه نسج الربيع
و يرتع باسما كنجمة
بين أغصان الحرير
أنا الجنة لا أبغي المزيد
وجنتي نسجتها كما اراد الله
و كما أنا بعشقي أريد
و رغم الوحدة القاتلة
و قسوة الصمت البليد
ها أنا أمضي الوقت
في حياكة قمصان الوليد
@@@@@ تونس 16 جانفي 2016
تحية لكل أم كرست حياتها إحترقت
كشمعة حالمة تطرد عن أبنائها شبح
الخريف
@@@@@ بقلمي عماد النفزي
التسميات: شعرحر
<< الصفحة الرئيسية