الأحد، 17 يناير 2016

في حضن الخريف ... عماد النفزي @@@@

جلست على جراح السنين 
و تذكرت سنوات خلت 
يعج هذا المكان بالضجيج 
يمرح في حضني الفرح 
أطعمت الكبير و الصغير 
و لعبت مع إبني الملك
تعال يا ولد 
لا تفسد فرش السرير 
إسمع أنت أيها الملك 
طبخت لك ما تريد 
تعال أنت يا صغيري أحميك
و ألف يديك الصغيرتين 
بحبات العقيق 
و كم بكيت من الفرح 
و أطلقت الزغاريد 
و رقصت نشوانة القلب 
شكرت الله على التسخير 
حضنت في عشقهم الجليد 
و أسكنتهم قلبي الجريح
إفترشت الغربة و اللهيب 
و بذلت شبابي راضية 
لم يخالجني ندم 
كم تلذذت بالتعب 
أقطف كل صباح أغنية 
أزرعها في قلوبهم 
حتى ينشؤوا على الطرب 
أكتم حزني بداخلي 
لا أبدي لهم غضب
و لكن هيهات يا حضن الخريف 
ها أنا و انت كلانا رفيق 
لم أعد أسمع صوتا 
لا و لا أستمتع بالضجيج 
سافرت كل الطيور 
لما إكتست باللحم بالريش 
و بقيت أنت وفيا 
تسكن قدمي و الريح 
البيت بكت جدرانه 
إنتحبت أبيات القصيد 
و شكت لي غربتها 
و برودة حضن الخريف 
فتبسمت بما يشبه دمعة 
لست أنكر الربيع 
عشت أطرز الفصول 
أجملها فتطيع 
و ازرعها ألوانا و عطورا 
فلا تلبس أكبادي غير الربيع 
ما همني أن أسكن وحيدة 
بين أحضان الخريف 
فحلمي يزهر عاشقا 
ألحانه نسج الربيع 
و يرتع باسما كنجمة 
بين أغصان الحرير 
أنا الجنة لا أبغي المزيد 
وجنتي نسجتها كما اراد الله 
و كما أنا بعشقي أريد 
و رغم الوحدة القاتلة 
و قسوة الصمت البليد 
ها أنا أمضي الوقت 
في حياكة قمصان الوليد 
@@@@@ تونس 16 جانفي 2016
تحية لكل أم كرست حياتها إحترقت 
كشمعة حالمة تطرد عن أبنائها شبح 
الخريف 
@@@@@ بقلمي عماد النفزي

التسميات: