الجمعة، 29 يناير 2016

♠ عتاب إلى صديق ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى


  
  
 

♠ عندما كان يقيم في لندن فى أوتيل فى منظقة ماربل أرش القريب من أكسفورد أستريت ، وهو نفس الأوتيل الذى أقام فيه المطرب عبد الحليم حافظ عندما كان يأتي لندن للهلاج في مستشفى لندن كلنيك ، برعاية الملك الحسن الثاني ملك المغرب عليهما رحمة الله ، وكان بجوار الأوتيل مكتبة اشتهرت بانها تأتى بالمطبوعات العربية خصوصا المصرية ، وقامت علاقة ود بينه وبين موظفة انجليزية تعمل فى المكتبة تدعى ماري ، قكان يتردد على المكتبة من حين لآخر للإطلاع على أحدث ما وصل للمكتبة.
وبطل قصتنا حياته منتظمة وهو فى مصر ، فعادة يقرأ بعد العشاء قليلا وينام وإذا رن التليفون فى غرفته رد الإنسر ماشين أن يتصل به بعد الفجر ، ويستيقظ دائماً قبل الفجر وبعد صلاة الفجر يأخذ سيارته إلى النادى الأهلى ، ويلتقى ببعض الأصدقاء ويمارسوا رياضة الجرى حول تراك ملعب كرة القدم ، ثم يقوموا بلعب التنس ، ويذهبوا معاً إلى الجمانزيم ثم حمام السباحة ، ثم بعد ذلك يعود إلى بيته لتناول طعام الإفطار ، ثم يذهب إلى عمله فى الجامعة وفى يوم كعادته ، كان يدخل النادى صباحاً فإذا موظف الأمن يخبره أن صديقاً لهم هو دكتور ( ا.ك) بجامعة المنوفية ، وهو الأكثر مرحاً في المجموعه ، وهو شديد الأدب ، قد توفى بالأمس ، فخرج بطل قصتنا ، من النادى ولم يدخله بعدها أبداً ، حتى تجديد الاشتراك كان يرسل من يجدده له ولا يدخل النادى إلا للانتخابات فقط.
♠ ♠ فى مرة من المرات وهو في لندن ، عرضت علىه الموظفة الإنجليزية مارى فى المكتبة التي كان يتردد عليها ، كتاباً قديماً للشاعر كامل الشناوى ، الذى يحب أن يقرأ له ،كثيراً وكان فى الكتاب قصيدة بعنوان عتاب الى صديق، والقصيدة هي عبارة عن صديقين عاشا معاً حياة كلها ود ، ومشاركة في رحلة الكفاح في الحياة ، ثم مات احدهما ، فعاتب الحى من مات ، على أنه مات وتركه وحده ، تقول بعض أبياتها:


يا صديقى أرى المصائب شتى وعجيب بين المصائب أنتَ
كنت أبكى ان غبتَ عنى يوماً وان غبتَ عنك يومــــاً بكيتَ
وأرانى اليــوم أحمل وحدى وجد قلبينا بعدمـــــــا أن هجرتَ

تذكر بطلنا هذه الأبيات من الشعر ، عندما دخلت علىه سكرتيرة مكتبه فى الجامعة ، وأخبرته أن زميلاً له فى جامعة المنوفية ، يذكره بأن اليوم هو ميعاد ذكرى وفاة زميلهم (ا.ك) رحمه الله.

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

التسميات: