السبت، 30 يناير 2016

و أنتِ لي أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )


 


(1)

حبيبتي
جميلة ٌ كالطفلة ِ 
تسيرُ بين جـَـنــَــبَـاتِ شارعُنا 
كلمَّا رأيتـُـها 
تأخذ ُ مسامـعـُـنا 
تخطفُ عيوني 
إلىَ جسدٍ يُشاغلـُـنــَـا

(2)

طويلة ٌ بيضآءْ 
عيونـَـها خضرآءْ 
تسيرُ عيوني في أجوائِها 
بين التضاريس ِ و القبابِ 
تسيرُ عيوني علىَ بشرة ٍ 
هىَ و الرخام سواءْ
ليس لي منها مآبْ
تتوهُ عيوني 
بين هضابٍ و جبال ِ
مِن قــَـدَم ِ الأرض ِ لشَـعَـر ِ السماءْ

(3)

إذا تكـلـَّـمَـتْ 
فالنهدُ مرفوعٌ في كبريآءْ 
أو تحَرَّكـَـتْ فالردْفُ يرقصُ 
كأوراق ِ الشجر ِ في فصل ِ الشتآءْ

(4)

تهجمُ أفكاري علىَ شفتيها 
تقبيلاً و تمزيقا 
لو ابتـَـسَمَـتْ لا تتسِعُ أحضاني 
لكومة ِ الوردِ الجوري تطويقا 
و لو لم تلقْ تحية َ الصباح ِ و المساءْ 
لـَـفــَـرَ النبضُ مِن قلبي رُعْبَـاً و تفريقا
و لو لم ترُشَّ عطرَ السلامَ 
يُرْعِدُ الشوقُ في كياني إعصار ٍ و تحريقا 
إذا كلـَّـمْـتــُـها تلـوَّتْ و تـثـنـَّـتْ 
و اتــَـسَـعَـتْ عيونـُـها و لــَـمَـعـَـتْ 
و ظلـَّـتْ رغمَ الحياءِ 
تــُـحَـدِّقُ فِـيَّـا تدْقيقا 
و ظلَّ شوقــُـها صوتاً رخيماً 
كَـمُـرْسَـل ِ الشـِّـعْـر ِ يصْدَحُ 
بحروفِ الحبِّ تفخيماً و ترقيقا

(5)

و أظلُ في كلِّ أحلامي 
أقولُ لها إني أحبُّـكِ يا صغيرتي 
رغم ِ ما بيني و بينِك مِن زمانْ 
و أظلُ أهجمُ علىَ قلبـِـها 
كفارس ٍ يدْفعُ عن أوطانهِ العدوانْ 
و لا أبكي و لا أركعْ 
و لا يهمُنِي الشيبَ في رأسي 
و لا تعاقــُـبُ الحَدَثــَـانْ 
و لمْ أعُدْ أعبَـأ ُ بالوقار ِ
و لا بالجرح ِ إذا هُزمْتُ 
فالبحرُ يجري للأمام ِ رغم ِ ما بهِ مِن الغــَـلــَـيَـانْ 
ماض ٍ أنا كالسيف ِ إليكِ حبيبتي 
لِأسَجـِّلُ اعترافُ أني أحبُّـكِ و أنتِ لي 
بماءِ الحبِ لِكلِّ إنسانْ
القاهرة \ ديسمبر \ ليلة الجمعة 18 \ 12 \ 2015 م \ الساعة 17 و 3 ليلاً \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \

التسميات: