الخميس، 4 فبراير 2016

(لعنةُ المنتصف بقلم عادل هاتف الخفاجي)

لماذا الأُمنيات تغيبُ؟
قبل أن أسمَعَ دقةَ الواحدة
كل الامنيات هربتْ
ولازالتْ
أمنيةٌ واحدةٌ عالقةً
بين الصفيرِ والصمتِ
في المنتصفِ
تتنفسُ هواءَ الحياةِ بصعوبةٍ
خائفةٌ قلقةٌ 
أن تختنقَ
وتهربُ من الصدرِ
كما اختنقتْ غيرها 
من الأمنياتِ وهربتْ
وهي تلعنُ 
حلولَ الساعةِ الواحدةِ
بعدَ المنتصفِ
كم فرحَةٍ ضاعتْ
قبل شروقِ الشمسِ ومغيبِها
في شوارعِ المُدنِ وأسواقِها
في المدارس وحدائِقها
في المدينةِ الكبيرةِ
وفي الحيِّ والزقاقِ
في رواياتِ وقصصِ العشاقِ
حتى مياهِ المجاري
والترابِ والطينِْ
وكلُ شيءٍ امام العينْ
يموتُ بالسكتةِ القلبيةِ
عند المنتصفْ
عتبي كبيرٌ على الواحدة
تنصلت من كبريائها
من جمالها
من بهائها
من شرفها
وسلَّمَت زمامَ الامورِ
وجمالَ الظهورِ
الى المنتصفْ
أمنيةٌ واحدةٌ باقيةٌ
ان ارى الساعةَ الواحدة
إنتقمتْ لشرفها
من المنتصفْ
ولكن كيف؟
فهي واحدة
تركوها تحت رحمةِ المنتصف
والتهوا جميعهم
بلعبةِ المختلفْ
ونسوا لعنةَ المنتصفْ
وتركوا ما بَدأوا يعاني
وكأن كياناتِ الوجودِ لهم
لا ينالوا أرباحها 
إلا بنظامِ التحنيطِ عارية
عندَ المنتصف
تبصقُ على عورتِها الأفواه ُ
كلما مرَت عليها 
عيون الفقراء
وكأنهم أرادوا أن يغيروا
قوانين السماء
فالعِقابُ للفقراءِ
والثوابُ للأغنياءِ
والاخلاقُ حدودها تقف 
عند المنتصف
هكذا أرادوا من كياناتِ الوجودِ
أن تكون
كلها تقفُ عاريةً
عند المنتصف
وعلى ألسنةِ الفقراء
تُغَنى بُكَاءً قبل الساعةِ الواحدةِ
لعنةُ المنتصف

التسميات: