الجمعة، 26 فبراير 2016

بينَ الحاءِ والباءِ:‫#‏عبداللطيف_محمد_جرجنازي‬

بينَ الحاءِ والباءِ:
دَعــوا فؤاديَ بـيـنَ الـحـاءِوالباءِ ... وعَمِّـدوهُ دمـاءَ الحاضرِ النَّائي
صارَ الأحـبـّـةُ في هَجْرٍ ومقبرةٍ ... وصرتُ أرســـمُ بالعينينِ أبنائي
قد كنت فيما مضى أشتَمُّ ريحَهُمُ ... أُلْقـي عليهــمْ إذا أُجْهِدْتُ أعْبائي
أجـــسادُهم رَحَلَتْ والبُعْدُ أرَّقني ... وبـِـتُّ ألْهَـثُ والذِّكــرى بأشْيائي
هنا تنضَّدَتِ الأثـْـوابُ أعـرفـُهـا ... لا بــلْ هنـالكَ مـايَـرْمــي بإيْحاء
فبَسـْـــــــمةٌ للفتى راحتْ مُبَعْثَرَةً ... أنـــــا أُلَـْمـلِـمُـهـا طِـبـاً لـبـَلْـوائي
إذا طُـعِـمْـتُ لُـقَـيْـمــاتٍ تذكِّرُنـي ... تلكَ اللقيمـــاتُ أفواهاً لإشـْـــقائي
وإن مشــــــــيْتُ خَيالٌ لايفارقُني ... قُصَّ الجناحانِ غامتْ كلُّ أجْوائي
أقولُ في وطنـــــي والكلُّ يعرفُه ... مَهْوى العروبةِ خيماتٌ لذا الطَّائي
أقول في وطنــي تضْميدُ مافَتَكَتْ ... ســِـــكِّينُ غَدْرٍبأعْضائي وأشْيائي
أقولُ في وطنـــي أرواحُ أعشقُها ... عشـْـــــنا زماناً بلا غدْرٍ وإقْصاء
واليومُ يومُ الوغى والسَّاحُ موطننا ... كأنـَّمــا نـحـــنُ مـيـــراثٌ لأعْداءِ
فالشّــــرقُ والغـربُ أحقادٌ تُدَمِّرُنا ... والـتَّـنْـكُ يـرْمـي مـناراتٍ لآبائي
هل ْسُــبَّةُ الدَّهْرِ حلَّتْ فوقَ هامتِنا ... وأنـَّنـا بيضــةٌ في تيـــهِ صحْراءِ
لا العَــمُّ عَـــمٌ ولا خــالٌ بخافـقِــه ... كأنَّنا من سِــــــفاحِ البغْلِ والشَّاءِ
آوَّاهُ من ظُلمــةٍ لا الشَّمسُ تكشفُها ... ولا نجومُ الســَّــــــما ليلاً بِلَأْلاءِ
إنـِّـي لأرْقُبُ من ربـِّـــي مُزَمْجِرَةً ... ليســــتْ لـنـوحٍ ولا لــوطٍ بإنْباءِ
تـأتــي على الكلِّ لاتُبْقي لهمْ أثـَـراً ... فـهُـمْ غُــزاةٌ أتَـوْا والـهَـمُّ إيْذائي
إنـَّا بـنـو الـمـوتِ لانخْشى موارِدَهُ ... فليسْــمَعِ الكونُ تَرْداداً لأصْدائي

التسميات: