(وضاع الغبار) (قصة قصيرة)/ بقلم شرين سعد أحمد شاعرة جنوب الوادي
ذاكرة الله كثيرا الذاكرون
(وضاع الغبار)
(قصة قصيرة)/ بقلم
شرين سعد أحمد
شاعرة جنوب الوادي
كانت شجرة عادية أوراقها خضراء نضرة ولكن سيقانها مهترئة وجذورها ضعيفة وإن كانت عميقة.
وكان مجرد وجودها في هذه الصحراء المترامية الأطراف صدفة تجعل من يراها يمطرها بوابل من عبارات السخرية التي تنال من فروعها الملتوية في الحال.
كانت كل يوم تحاول أن تثبت أنها قادرة على الصمود في وجه عنف الطبيعة الغاشم.ولكن يبدو أن ذلك لم يرق للطبيعة أبدا وقررت تلقينها درسا قاسيا لن تنساه.
ففي غمرة محاولاتها المستديمة للصمود تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
وعلى الرغم من من سطوع الشمس في كبد السماء، والضوء الغامر الذي يضرب أنحاء المكان،فلقد اظلمت السماء على حين غرة ورمقت الطبيعة الشجرة الغافلة بنظرة باردة أعلنت فيها أن الساعة قد حانت .
وإذ بصاعقة مدوية تهبط من السماء لتقسم الشجرة شطرين فيسقط كل شطر في جانب محاولا عبثا التشبث بالآخر.
ولكن هيهات فلقد كان الخطب جلل فقد اعدت الطبيعة خطتها ببراعة منقطعة النظير ،ففي نفس لحظة سقوطها وقبل حتى أن يستقر جسمها المشطور على الأرض كان زلزال عنيف يتلقفها ليجتث جذورها من عمق العمق
وليس مصادفة أبدا أن يأتي إعصار ليختطفها في طياته ويدور بها ليرقص الرقصة الأخيرة وما هى إلا لحظات مضت حتى انتهت الرقصة وخبى الطنين وانتهى الحفل وكل ما تبقى من الشجرة المسكينة لم يتجاوز حجمه حبات الغبار المبعثرة في كل الأماكن
وهنا دوت ضحكة الطبيعة ولمعت نظرة المنتشي بانتصاره في عينيها ثم قالت باقتضاب( فلتنعمي أيتها الحبات الغبية بالضياع )
حقا فلقد ضاع الغبار
(قصة قصيرة)/ بقلم
شرين سعد أحمد
شاعرة جنوب الوادي
كانت شجرة عادية أوراقها خضراء نضرة ولكن سيقانها مهترئة وجذورها ضعيفة وإن كانت عميقة.
وكان مجرد وجودها في هذه الصحراء المترامية الأطراف صدفة تجعل من يراها يمطرها بوابل من عبارات السخرية التي تنال من فروعها الملتوية في الحال.
كانت كل يوم تحاول أن تثبت أنها قادرة على الصمود في وجه عنف الطبيعة الغاشم.ولكن يبدو أن ذلك لم يرق للطبيعة أبدا وقررت تلقينها درسا قاسيا لن تنساه.
ففي غمرة محاولاتها المستديمة للصمود تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
وعلى الرغم من من سطوع الشمس في كبد السماء، والضوء الغامر الذي يضرب أنحاء المكان،فلقد اظلمت السماء على حين غرة ورمقت الطبيعة الشجرة الغافلة بنظرة باردة أعلنت فيها أن الساعة قد حانت .
وإذ بصاعقة مدوية تهبط من السماء لتقسم الشجرة شطرين فيسقط كل شطر في جانب محاولا عبثا التشبث بالآخر.
ولكن هيهات فلقد كان الخطب جلل فقد اعدت الطبيعة خطتها ببراعة منقطعة النظير ،ففي نفس لحظة سقوطها وقبل حتى أن يستقر جسمها المشطور على الأرض كان زلزال عنيف يتلقفها ليجتث جذورها من عمق العمق
وليس مصادفة أبدا أن يأتي إعصار ليختطفها في طياته ويدور بها ليرقص الرقصة الأخيرة وما هى إلا لحظات مضت حتى انتهت الرقصة وخبى الطنين وانتهى الحفل وكل ما تبقى من الشجرة المسكينة لم يتجاوز حجمه حبات الغبار المبعثرة في كل الأماكن
وهنا دوت ضحكة الطبيعة ولمعت نظرة المنتشي بانتصاره في عينيها ثم قالت باقتضاب( فلتنعمي أيتها الحبات الغبية بالضياع )
حقا فلقد ضاع الغبار
التسميات: قصة قصيرة
<< الصفحة الرئيسية