مقال في أصول الحوار.. و كتب: يحيى محمد سمونة -
مقال
في أصول الحوار
/ 11 /
كم؟ من امرئ فينا يحاور نفسه و يسعى في خداعها، و يظن أنه فالح بفعلته تلك؟! و قد غبي عليه أنه يترك في صفحة نفسه البيضاء بقعة سوداء بفعل الخداع، ستلاحقه فيما بعد! و سيغدو مريضا نفسيا من حيث لا يشعر! ..
نعم، المرض النفسي سببه الرئيس تراكمات من مخادعة المرء لنفسه، إذ ما من مولود يولد إلا و البراءة ملازمة له، ثم لا يلبث المرء يبدل "عامدا" في مكوناته النفسية حتى يصل بعض الناس إلى أسوأ حالاتهم النفسية التي غالبا ما تقضي عليهم "كمدا" بفعل الخداع.
تقول العرب: " من خدع من لا يخدع فقد خدع نفسه "
و هكذا بعض الناس يخادع الواحد منهم نفسه! و النفس لا تنخدع، غير أنها تتأثر سلبا بكل تناقضات المرء.
إن بريق الفطرة يشع من تلقائه من داخل كيان الفرد، لكن الفرد - من بعض البشر - يعمد إلى ذاك الشعاع و يتعمد في محاولة اخفائه كي لا يظهر و يتجلى في سلوكه و أفعاله!!
ذاك هو الحوار "القاتل" مع الذات - و إنما قلت بأنه قاتل لأنه به يقتل المرء نفسه و يرديها أو يسوقها نحو هلاك -
إنه الحوار المقيت الذي يعاند فيه المرء شعاع فطرته و يسعى إلى دفنه، و ما كان له ذلك لأن الشعاع ينبعث رغم أنف المرء، مما يؤدي به - أي بالمرء - إلى صراع نفسي مرير تكون الغلبة فيه لشعاع الفطرة، و يغدو الفارق هاهنا كالفارق ما بين مقولة فرعون و هو على سروج خيله ( ما علمت لكم من إله غيري ) [ القصص38 ] و مقولته حين شارف على غرق ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) [يونس90]
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
التسميات: مقالة
<< الصفحة الرئيسية