تقولين 2.أسامة مصاروه

تقولينَ:

2

حبيبي هيّا احمِلْني كطفلةٍ صغيرةٍ بينَ ذراعيكَ الحريريَتَيْنِ حتى أغفو على موجِ عينيْكَ السماويّتيْن. هيّا داعبْ بأصابِعَكَ الملائكيّةِ شَعري الكستنائي، واجمع لي بضع قشاتٍ ورديةٍ  لأبنيَ لنا عُشّا في صدري. هيّا اهْزِزْ سريري الماسي، وقلْ لي "تصبحي على خير يا حبيبتي"، وقبلني ألف ألف قبلة  لأنامَ. سأغمضُ عينيَّ متظاهرة بالنوم كي تستمر بتقبيلي، فأنا لا اكتفي بألف مليون قبلة. أرجوك لا تتوقف، لا تتوقّف، ألا تسمع قلبي وهويصرخ بها بصمت. نعم هكذا أريدها. ما أروع ملمس أصابعك وهي ترسم دوائر على رأسي، وتمشط شعري ومن ثم تقوم بجولتها السحرية على جبيني انفي وأخيرا تستقر على شفتي فالثمها إصبعًا إصبعا. ثم أتقلّبُ ذات اليمين وذات الشمال وأكاد اهوي إلى لجّة عينيْكَ، فتضطرَّ إلى احتضاني وضمّي إلى صدرِكَ الدافئِ الخافق الدافق داخلي. وكما هي الحال دائما تضطرب أمواج  البحرِ حولي وتتلاطم في محاولةٍ يائسةٍ لإسقاطي من بين ذراعيْكَ. يا لغيرةِ الأمواجِ وحسدها! 

أحبّكَ فأحبُّ نفسي.

 

أقولُ:

حبيبتي يا طفلةَ مشاكسةَ تظنُّ أنّها تغلبني  حينما تقول متحدية لي بانّها أشدّ عشقًا وحبًا مني ،طبعا هي لا تعرف أنّني أعرف أنّها تعرف أنّ عشقي وحبي لها يفوقان عشقها وحبَّها لي ألف ألف مرة. إنّ أيَّ وصف لهما إنّما يُسيء إليهما ويقلّل من شأنهما. ليكن، اغلبيني واغلبيني إلى ما لا نهاية. ما أروع ضعفي أمام هذا التحدّي، ما أجمل هزائمي وما أسعد نكساتي أمامه. 

إنّ عشقي وحبي فقط لعيْنيْكِ، يسخران من قصص الهوى برُمَّتها ومنذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا. بل وأكثر من هذا، إنّني مرارًا أشفق على من يتحدّث عن حبّه، ويصفه وصفًا حسب ظنّه لا مثيل له. فعلًا إنّه مثير للشفقة مهما بالغَ في وصفهِ وأبدعَ، يا له من عاشق مسكين لا يعرف كنه الحبّ الخالد خلود الشمس والقمر. 

أجل يا حبيبتي، واصلي تحدّيك لي، فهو الذي يؤجِّج لهيب هوانا ليستنيرَ به  عالمُنا الكئيبُ الحزينُ ويمسحَ عن جبينِهِ المُتَقرِّحِ ما فعله الإنسان بأخيه الإنسان عبر تاريخهِ المشؤوم. 

أحبُّكِ فأحبُّ نفسي.