الأربعاء، 9 أغسطس 2023

جدال ودلال. د. أسامة مصاروه

جدالٌ ودلال
ما بيْنَ لوْمٍ أو عِتابٍ لَجِبِ
قدْ يَفْتُرُ الْحُبُّ وَهلْ مِنْ عَجَبِ
إلّا هَوانا صدِّقوا لا تَعْجَبوا
يزْدادُ عُمْقًا رُغْمَ رَعْدِ الغَضَبِ

البَعْضُ يسعى لِجفاءٍ أو نَوى
وَرُبَّما إلى انْفصالٍ قدْ نَوى
لكنَّنا نسْعى لِوَصْلٍ عاجِلٍ
برُغمِ لوْمِها وما قلبي روى

جدالُنا يا ويْلتي لا ينْتهي
حتى وإنْ أرْهَقَنا لمْ ننْتَهِ
لعلَّنا مُدلّلانِ كيفَ لا
وَنحنُ لا نرى سِوى ما نَشْتهي

جِدالُنا مصْدَرُهُ دَلالُنا
فالشوْقُ لا يُسْعِفُهُ وِصالُنا
حتى الْلِقاءُ كلَّ حينٍ نادِرٌ
كيْفَ إذًا سينْتهي جِدالُنا

أيضًا خِصامُنا لأنّا نعْشَقُ
معْ أنَّ هذا الأمرَ جِدًا مُرْهِقُ
إنْ كانَ غيْرُنا بلا مناعَةٍ
ضِدَّ الْغُرورِ فالهوى قدْ يُخْفِقُ

قدْ يأْخُذُ الخِصامُ أحيانًا مدى
لكنّنا مِنْ عشْقِنا نَبْغي الْهُدى
فَصِدْقُهُ حِصْنٌ منيعٌ صامِدٌ
وأَيُّ مانِعٍ أمامَهُ سُدى

وَهكَذا في كلِّ يومٍ قِصَّةُ
مِنْ بَعْدِها ملامةٌ بلْ غُصَّةُ
كأنّنا طِفْليْنِ في حَضانَةٍ
نلهو معًا إنْ أسْعَدتنا الرقْصَةُ

أمّا إذا الْتَقى الخليلُ خِلَّهُ
وَبعْدَ صبْرٍ طالَ نالَ وَصْلَهُ
فَإِنَّ شمسَ الْحُبِّ في ليلِ الضَنى
تُنيرُ هذا الكونَ حتى ظِلَّهُ

مهما اخْتَلَفْنا حُبُّنا لا يَفْتُرُ
لأنّهُ حبٌّ بِجِدٍ ينْدُرُ
الْوعْيُ فيهِ كاملٌ وشامِلٌ
لا كِبْرَ فيهِ بلْ بوُدٍ يَزْخَرُ

ثُمَّ على ماذا تَرانا نعْتَبُ
حتى وأحيانًا تَرانا نَغضَبُ
تعْتَبُ إنْ قُلتُ غرامي أكبرُ
أغْضَبُ إن قالتْ هواها أعْذَبُ

إنَّ الهوى الصادِقَ أمسى نادِرا
قدْ صارَ في هذا الزمانِ غابِرا
لا قيسَ بيْننا ولا ليلى هُنا
والْكلُّ أضحى دونَ بَحْرٍ شاعرِا

يا ناسُ هلْ مَنْ لمْ يَذُقْ طعْمَ الْهوى
وَلمْ يَعِشْ لحْظَةَ شوْقٍ أوْ جَوى
هلْ يسْتطيعُ الادِّعاءَ أَنَّهُ
شُوَيْعِرٌ قدْ ضلَّ هذا وَغَوى
د. أسامه مصاروه

التسميات: