ولم يخب الأمل. الشاعرأ. خضير بشارات
بقلم ، أ . خضير بشارات
( و لم يخب الأمل )
ظننتك كما يريدون ،
لكنك حطَمت حلمنا الأكبر ،
و صنعت فشلهم بكل وسائل الحكمة التي نحتوها لك ، خيبت آمال الشجر بعد الحجر ،
و غدرت كل البشر ،
خرقت الفكر قبل العاطفة ،
أضعت أنفاس الطبيعة
و جمالها ،
لم يعد لدينا ما نقول ،
تخلت عنا الأبجدية ،
و هجرتنا بعيدا ،
فضعنا ،
حيث فيافي الجهل ،
عبثا تحاول عبور الطرق ،
وحيدا ،
مغلقة الأبواب كلها ،
مستعرة أشواكها ،
و ضحلة ربوعها،
يا ويل من سلك الليل غائرا بين أنات الذل ،
منفوشة أذياله ،
كلماتنا في الحرب تشعل شوقنا ،
ترفرف أجنحتها بين أشعة الشمس ،
أيها الممسك محراب صبرك ،
تعجل ،
و احمل محراث النداءات العميقة ،
علنا نجد ماء يروي ظمأ عيشنا ،
ضنكة تهاليله ،
و عسيرة تباشيره،
ما نفع جلدك ،
و صبرك لازال الأصم !
و أنت تبصر جسدك يتآكل ،
تنهشه الوحوش ،
حديثك مرٌّ مذاقه ،
علقم نتشرب طعم السياسة ،
يا ويح من مشوا إليها راكعين ،
يغرقون في بحر ظلماتها ،
تصريحاتهم تأتي عقيمة ،
إذ لم تزينها الأفعال ،
مهما علت القصور التي يركبونها ،
أو مهما صهلت الخيول
التي ينتمون إلى أصالتها العربية ،
فهي بريئة من دمائهم ،
منذ قبلت هوان النفس ،
و اقتاتت الفتات من عطايا الدول
التي لا تغادر نير الاستعمارية ،
يا ويح ما فعلوا و ما عملوا ،
بخست تجارتهم ،
و تشوهت بضاعتهم ،
فهي قد راجت في سوق التبعية ،
و تنافس أسعار الاستحمار ،
ظننتك كما يريدك ،
و لكنك سلبت منه الترس و الحجر ،
كاشف الوجه أصبحت ،
و حاسر الرأس غدوت،
و ما برح اليأس يطاردك بين جزيئات أوهامك ،
شارد البال ،
نراك ،
لا تقوى على الوقوف ،
لا حرية تأويك ،
و لا واقع يرثيك ،
جئت من أزل الخيال ،
موهنة أحلامك ،
و ضعيفة بصيرتك ،
و لم تعد جبلا حاملا الآمال ،
فنزرع الليمون في خواصر الزمن ،
ليورق أشعة ذهبية ،
تدفئ عالمنا بطعم النور و العنبر .
التسميات: نثر فصحى
<< الصفحة الرئيسية