الأحد، 22 أكتوبر 2023

ولم يخب الأمل. الشاعرأ. خضير بشارات

بقلم ، أ . خضير بشارات 
 ( و لم يخب الأمل )
ظننتك كما يريدون ، 
لكنك حطَمت حلمنا الأكبر ،
 و صنعت فشلهم بكل وسائل الحكمة التي نحتوها لك ، خيبت آمال الشجر بعد الحجر ،
 و غدرت كل البشر ، 
خرقت الفكر قبل العاطفة ،
 أضعت أنفاس الطبيعة
 و جمالها ، 
لم يعد لدينا ما نقول ،
 تخلت عنا الأبجدية ، 
و هجرتنا بعيدا ، 
فضعنا ، 
 حيث فيافي الجهل ،
  عبثا تحاول عبور الطرق ، 
وحيدا ،
 مغلقة الأبواب كلها ، 
 مستعرة أشواكها ، 
و ضحلة ربوعها،
 يا ويل من سلك الليل غائرا بين أنات الذل ، 
منفوشة أذياله ، 
كلماتنا في الحرب تشعل شوقنا ، 
ترفرف أجنحتها بين أشعة الشمس ،
 أيها الممسك محراب صبرك ، 
تعجل ،
 و احمل محراث النداءات العميقة ، 
علنا نجد ماء يروي ظمأ عيشنا ،
 ضنكة تهاليله ، 
و عسيرة تباشيره، 
ما نفع جلدك ،
 و صبرك لازال الأصم !
 و أنت تبصر جسدك يتآكل ،
 تنهشه الوحوش ، 
حديثك مرٌّ مذاقه ،
 علقم نتشرب طعم السياسة ،
 يا ويح من مشوا إليها راكعين ، 
يغرقون في بحر ظلماتها ،
 تصريحاتهم تأتي عقيمة ، 
إذ لم تزينها الأفعال ، 
مهما علت القصور التي يركبونها ،
 أو مهما صهلت الخيول
 التي ينتمون إلى أصالتها العربية ،
 فهي بريئة من دمائهم ،
 منذ قبلت هوان النفس ،
 و اقتاتت الفتات من عطايا الدول 
التي لا تغادر نير الاستعمارية ، 
يا ويح ما فعلوا و ما عملوا ، 
بخست تجارتهم ، 
و تشوهت بضاعتهم ،
 فهي قد راجت في سوق التبعية ، 
  و تنافس أسعار الاستحمار ، 
ظننتك كما يريدك ، 
و لكنك سلبت منه الترس و الحجر ، 
كاشف الوجه أصبحت ،
 و حاسر الرأس غدوت،
 و ما برح اليأس يطاردك بين جزيئات أوهامك ،
 شارد البال ، 
نراك ،
 لا تقوى على الوقوف ،
 لا حرية تأويك ،
 و لا واقع يرثيك ،
 جئت من أزل الخيال ، 
موهنة أحلامك ، 
و ضعيفة بصيرتك ، 
و لم تعد جبلا حاملا الآمال ، 
فنزرع الليمون في خواصر الزمن ،
 ليورق أشعة ذهبية ،
 تدفئ عالمنا بطعم النور و العنبر .
16_10_2023 م ، الإثنين ، 11 : 1 ، مساء.

التسميات: