الثلاثاء، 5 ديسمبر 2023

صرخة بلا عنوان.. علي حسن

3099
صرخة بلا عنوان .. بقلمي علي حسن

الشِفاه مُغلَقة
والقلوبُ ميته
وإنساننا مُغتَصَبٌ
مُغتَصَب
لا يتكلم
ولا يتحرك
ولا تنبض له روح
حتى الحياة
هنا الحياة فقط
أضحت اليوم
لِلجبناء لِلجبناء
فماذا نقول
وماذا تنسج أمهاتنا
من ثياب مزقتها
غبار الليال
وماذا نكتب
في صدر أوراقنا 
فأقلامنا حطمتها الآلام
أوراقنا مزقتها الهتافات
قلوبنا مغلفة
أفواهنا أغلَقَها الركام
أجسادنا اليومُ أصبحت 
ممنوعةٌ من الحِراك
مقيدة بِسلاسِلَ الصمت
فتناثَرَت أعمارنا
وتاهَت هنا سنين أعمارنا
وتنهدنا غُبار الأيام
فنحن اليوم موتى
بين أجداث الحياة
بلا حياة
بلا حياء يَعرِفُنا
فكيفَ لنا نعرف بعضنا
وقبل غيرنا
في محيط عالمٍ غريب
لا يُدرِكَ من الحياةِ شيء
ولا كيف نكون لعلّنا
نكتبُ
وقد يكتبنا الشريان
قبل أقلامنا
فاليوم بكتنا
حِجارَة الدِيار قبلَ عيونٍ مخضبةً
بِالدموع 
فتاريخُ مولِدنا مرسوم
على لوائِحَ الصبّار
لِنرسُمَ من الجِراحِ
صورةً حبلىَ
بِالأوجاع
ونبني من غبار الركام
هياكل لأجسادنا
لعلّ تغفوا أنفاسنا
بين جدران بيوتنا
وحاراتنا
وشوارعنا التي
أصبحت اليومُ قصةً
وحكايةً ترتِلُها
ألسِنَةَ الأجيال
ولعلّ الغدَ يقرأُنا
على صفائِحَ الأيام
ولعلّنا نعرِفُ شيءً من
من بعضٍ
أو من هكذا حياة
لا تعرِفُنا من نحنُ
ومن أكون 
فاليومُ أضحَت أمتنا لا شيء
على خارِطَةِ الإنسانيةِ
ولعلّها أمةٌ تجلسُ على
أجسادنا التي مزقها الركام
تلعبُ حِجارَةَ النردِ 
وقد تكونَ الكُرَةُ جماجِمُنا
فلعلّ الجوابَ على خاصرةِ الأقلام
ومحبرتنا أوجاعنا
وآهاتنا ليسَ إلا من
من أمةٍ أضاعَت منها القلوب
وتناثرَت على أرصِفَةِ الطريق
شِغاااافها
فاليوم أصبحنا 
لا نُدرِكُ أنفسنا كيفَ نكون
وكيفَ تكونَ صرختنا
صرخةً بِلا
في عالمٍ أضحى اليوم
بِلا عنوان

              .. علي حسن ..