المتاهة.. بقلم. منى محمد

قصة قصيرة

المتاهة 

بقلم منى محمد

استيقظت من نومها على الم شديد وصداع يكاد يعصف برأسها. اتاكت على حافة السرير لكى تستطيع أن تقف على قدميها لتذهب إلى المطبخ لتعد لنفسها الافطار وكوبا من شاى. دارت بعينيها فى أروقة الشقة والعفش والتحف التى أصبحت مثلهم . تذكرت حياتها مع اولادها وزوجها الذى فضل أن يستكمل حياته فى الغربة ليجنى الملايين ضاربا بعرض الحائط كلامها . عندما طلبت منه أن يرجع ويبقى معها لتربية الاولاد . كل ما عملة أنه أسس لها شركة ضخمة 

واضطرت ترك وظيفتها لتباشر الشركة ومعها اخويها وباقى الموظفين. وقفت تستكمل ملابسها وتنظر لوجهها فى المرأة أنها ما زالت جميلة رغم خطوط الزمن . لكن زفرت زفرة شديدة وتذكرت 

اليوم الذى وصل خطاب من السفارة يبلغها أن زوجها مات فى حادثة . سافرت هناك وصفت كل أعماله ونقلت جثمانه للدفن فى مسقط رأسه . انهمرت دموعها كثيرا ولكن استكملت مسيرتها فى تعليم اربع أبناء أصبحوا ملء العين بالتعليم والثقافة .لكن نسيت نفسها ودخلت فى متاهه الحياه وحاولوا إخوتها إن يجعلوها توافق 

على الزواج . رفضت بشده . وبعد زواج ابنائها أصبحت وحيده . قاطع تفكيرها جرس الباب فتحت وجدت أمامها اولادها ومعهم الهدايا وابنائهم . وامسكوا بيديها وقبلوها . اليوم يومك يا اجمل ام فى الدنيا . سنحتفل ونخرج ونسعدك انتى حياتنا .

ابتسمت وحضنت اولادها واحفادها . وقالت الحمد الله انكم تذكرتونى.......تمت بحمد الله