الثلاثاء، 2 يناير 2024

أحدثك ياعام.. الشاعر علي حسن

2786
أُحدِثُكَ يا عام .. بقلمي علي حسن

كيف لي أن أُحدِثُك 
يا عام لعلك تسمعني
فسؤالي ما عاد كما هو
ولا كما هو على لسانِ اليوم 
فأنا ما زلت 
مُغرَما

أسألك أيها العام فالتجاوبني
كيف كنت في هكذا حال
لِتجول كما أنت 
تسرح كما يحلو لك
ودون أية معان
لعلّك أضحيت اليوم 
مُرغَما

فأنا ما زلت أقف هنا 
وعلى حافة الإنتظار
يضربني الإعصار تارة
وتارة أجد نفسي في ربيع لعله
ربيع أوراقه مُودِعا

فأتركني
فأتركني هنا أيها العام
أحدث نفسي على
حافة الطريق لا أريد شيء
ولا أريد إلا أن يتحقق لي
ما كنت له حالِما

فأتركني أحدث حتى نفسي 
وأتمتم في أذنيَ حاضري
فأنا هنا متمردٌ
أعانق السطور
أجلس فوق أوراق دفاتري
ِِلِتعرفني أنا ذاك الذي تنفس الهواء
وقرئته أسِنةَ الأقلام كل يوم
واحتضنتني أوراق دفاتري
وتنهدت من الحياة
فذاكَ الموت المعانِدا

 فالتقرئني أيها العام المغادر
والتقرئني حِجارتي 
وأغصان الزيتون
وشتائلَ الزعتر
ويقرئني ثوبي الجديد
وكأسي المخضب بالآه الذي
سكَبتٌ فيه من فاهِ الوطن
رشفةً من شِفاه الأرض
تعيد لنا الحياةَ من جديد 
نلتقي في كل يومٍ دون أن
يكون بيننا شيء
فيه حواجِزا

لٍتقرئني أيها العام
لِتفتش في طيات أوراقي
لِتعرف أني مازلت في حضور
لِتقرأَ مني حروفي وكلماتي
فصورتي فوق جدارية الزمان
موَشّحةٌ بقميص أخي وأبي
وجاري وصديقي وذاك الذي
بات ينتظر الولادة من المخاض 
مخضّبَةٌ بِصرخةِ أمي
فأنا ما عدت أثق بيوم
ولا بحاضرٍ لا يعرف
كيف يكون له اليوم 
وكيف أكون فيه
المُلهَما

              .. علي حسن ..

التسميات: