تشخيص.. د. أسامة مصاروه
تشخيص
يقْتُلونَ الْخَيْرَ في كلِّ مكانْ
كيْ يَرِثوا الشَّرَّ في كلِّ زمانْ
هُمْ يقْلّعونَ الْوُدَّ والْوَرْدَ الجَميلْ
كيْ يزْرَعوا الْحِقْدَ وأصْنافَ السِّنانْ
همْ يجْرِفونَ الأرضَ حُبًّا بالقُبورْ
وَيحْرِقونَ الْبيتَ عِشقًا للدٌّخانْ
همْ يحْصِدونَ الطِّفْلَ حتى والرَّضيعْ
لَعلَّهُمْ يَحْظَوْنَ يومًا بالأَمانْ
قدْ يُقْتَلُ الآلافُ مِنْ أطْفالِهِمْ
وَرُضَّعٍ بِلا حليبٍ أوْ حنانْ
لكنَّهُمْ كَغيْرِهِمْ مُخَلَّدونْ
وبالرُّغْمِ مِنْ قَتْلِهِمْ قبْلَ الأَوانْ
هُمْ فكَّروا بالْقَتْلِ أو تَصَوَّروا
سَيَرْبَحونَ النَّصْرَ أيْضًا والرِّهانْ
لا عدْلَ أوْ قانونَ هُمْ يحْتَرِمونْ
وَليسَ للْعُهودِ عِنْدَهُمْ ضَمانْ
وإخْوَةٌ مِنَ الحَضيضِ لِلْحضيض
بلا بصيرةٍ ولا حتى لِسانْ
لكنَّهم بلا إِهانَةٍ لَهُمْ
كانوا عِجافًا ثُمَّ اًصْبَحوا سِمانْ
تبَّتْ قُلوبٌ دونَ وخْزٍ للضَّميرْ
مَنْ عِنْدَهُمْ لِلَّهْوِ قدْ صارَ الْحِصانْ
مَنْ عِنْدَهمْ بالْخَمْرِ قدْ صارَ الْوُضوءْ
وَعِنْدَهمْ للْغَدْرِ قدْ صارَ الأذانْ
مَنْ عِنْدَهُمْ صارَ الشقيقُ الْمُجْرِما
خَوْفًا وَحِرْصًا وانْبِهارًا بالْكيانْ
مَنْ عِنْدَهُمْ في البيْتِ عُهْرٌ وانْحِلالْ
والكُفْرُ في عُمْقِ القُلوبِ والدِنانْ
أمّا الذي لا أستطيعُ فَهْمَهُ
أنْ تَقْبلَ الشُعوبُ العْيْشَ في هوانْ
ألا لُعِنْتُم يا...بماذا توصَفونْ
بالْحَشَراتِ أمْ بِأدْنى حَيوانْ
لا فَأنا أخافُ أنْ أذُمَّها
فالْكلْبُ ما خانَ ولا الجُنْدُبُ خانْ
ألا سُحِقْتُمْ يا حُثالَةَ الْبَشَرْ
يا مَنْ خُلِقْتُمْ للْخَنا لا للطِّعانْ
ألا بُعِدْتُمْ يا عَبيدًا وَيا خَدَمْ
فَمِثْلُكُمْ مِثْلُ الْجواري والْقِيانْ
تبَّتْ يدا كلِّ مليكٍ أوْ أميرْ
وكُلّ خوّانٍ عميلٍ وَجبانْ
وَكُلُّ حاكمٍ كذلِكُمْ حقيرْ
عِنْدَ الأعادي مثْلَ لا شيءٍ مُهانْ
يا ويْحَ قلبي مِنْ شُعوبٍ في سُباتْ
أَلا يَعونَ أنَّ وقْتَ الجِدِّ حانْ
د. أسامه مصاروه
التسميات: شعر حر
<< الصفحة الرئيسية