الجمعة، 19 أبريل 2024

غيمة بلهاء.. فاطمة البلطجي

" غيمة بلهاء" 

كانت قد جاءت 
في ليلة ليلاء

أمطرت كما لم 
يمطر الشتاء

غيث حالك  
بدموع سوداء

فأغرقتني في  
حزن وبلاء

إسودّت حتى
ظننتني عمياء

الدنيا حولي  
بأمرٍ من السماء

مدَتُّ يدي  
أبحث عن أصدقاء

عسى أحدهم 
يسمع الرجاء

إستغثت بصوتٍ  
طاف الأرجاء

فلا من مجيب  
لبّى لي النداء

علمت وقتها 
أنّ كل الناس سواء

وفي عتمة الليل  
يسودّ المساء

فلا قمر يضيء 
 اذا الله ما شاء

ولا النجم يشعّ 
بسواد الرداء

سويعات مرّت  
والعقارب براء

من السير قُدماً  
بدائرة الفضاء

وها هي الغيمة 
الرمادية البلهاء

غادرت رقعة سمائي  
بإستحياء 

دون أن تلتفت  
الى وجهي اليّ

الى فزعي الى قلقي 
الى الوراء

رحلت تبحث  
عن إمرأةٍ غيري

في ليلة تحمل 
عاصفة هوجاء

وذَرَتني وحدي  
أتنفّس بشهيقٍ

وفي صدري   
أختزن الهواء

غيمة أرهقتني 
وأسكتت النداء 

أدركت من رحل عني 
ومن جاء

وعدت الى سريري
أنعم بالإسترخاء

فاطمة البلطجي
لبنان /صيدا