قتلوني بلا عنوان. علي حسن
قتلوني بلا عنوان .. بقلمي علي حسن
تسائلَت في سطور
وتاهت بين تجاعيدها
أحرفي
وضاعت مني الكلمات
وتكسّرت اليوم الأقلام
فكيف بربكم
أكون
لِيكون فينا المعنى
ويكون يومنا حضور
بِربكم
كيف يكون لي
عنوان
لعلّني أجد تاريخي
وأوراق مذكرتي
لعلّهم قتلوني وما زِلت
أموت في كل يوم
ألف ألف مرة
بِدون عنوان
فهنا تناثرت أنفاسي
وهنا ضاعَت مفاصِلي
وهنا تاه عمري
في زوايا الزمان
المتهالك
دون رسم
أو معنى
أو حتى عنوان
قد جاء الحديث
في صخَب
على لِسانٍ مُتعفنٍ
من طول الصمت
وغفَت على ألسِنَةِ الأيام
حروفَ أسامينا
لعلّ تكويني يوجد
في دفتر الذِكريات
ولعلّني لست بِذاكَ الإنسان
لست بِذاكَ الإنسان
أليوم
تناثرَت سنينَ عمرنا
وضاعَت أوراق هويتنا
لعلّنا على طاولةِ المزاد
للبيعِ والشِراء
فهنا من باعَ الأرض
وهنا من باعَ الإنسان
وهنا من باعَ أجسادنا
تحت الركام
وهنا تناثرَت أوراق هويتي
وضاعَت بين غبار الأيام
جِنسيَتي
لأتوه في عالمٍ عقيم
لا يُحسِنُ أن يُنجِبَ الرِجال
فكيفَ لي أعرِفُ نفسي
وقد تحطّمَت صورَتي
في مِساحاتَ الطريق
وغرِقَت صورَتي في
وَحلِ الأُمةِ الواهِنة حتى
أضَعت في ثناياها
الوقت
وأضعت
خطوط الكلام
وحروف الإسم
وذاكَ الذي أضحى اليوم
على أرصٍفةَ الزمان بِلا عنوان
لعلّكم أدركتم
معنى القصيد
وعنواني على
مِقصلة التاريخ
قتلوني منذ الصغر
علقوني على
جدارية الزمان
بِلا نزف
بِلا آه وحتى
أصبحت أنا
أنا المقتول
بٍلا عنوان
بِلا عنوان
أنا المقتول
مُنذُ الصِغَر
فحملت على كتفي
شيء من بعضي
فهنا الزمان
في صمت
وهنا جنسيتي
بين أجداث القبور
بدون إسم أو معنى
فحكايتي ما زالت
حدودها الوطن
وزورق
بِلا شطآااان
ورايتي أصبَحَت
مٌمزّقة الأطراف
أطيافها مُشتتة
ما بين أنةِ الثكالى
وآهةِ الجرحى
وحدود مفرغة
قلوبها صِفر
بِلا وجدان
وثرثرَةٌ على
لِسان الزمان
ما بين القدس
والشام
واليمنَ السعيد
واليوم بلاد السعد
في جزيرة العرب
وغدا كيف نموت
وهويتنا المفقودة
على أطراف الطريق
أم أننا تهنا في
زوايا التاريخ
وخريفُ مُذكِراتنا
أوراقٌ مُتناثِرة
لِيكونَ هنا الموت
ونكونَ مع كل يومّ
بِلا عنوان
بِلا عنوان
التسميات: شعر وطني
<< الصفحة الرئيسية