الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

إمرأة في منتصف الطريق. الشاعر. علي حسن

3107 جزء ( 9 )
إمرأة في منتصف الطريق ..#بقلمي علي حسن

قد يَستغرِبَ القاريء من هرم العنوان وما
جاء بين السطور تُجَسِدَه الأقلام من مِحبَرَة الأيام
نازِفةً من جرحٍ ما زالَ على ستائِرَ الليالِ التي غفا
في صدرِها تنهيدةٌ ثكلى لِأُمٍ تحمِلُ في حضنِها وعلى
كتِفَيها صرخَةٌ لِأولادِها والذينَ لم يبلغو الحلُمَ ولم
يَستَنشِقوا رائِحةَ الحياةِ مع دِفيء الشمسِ التي
تٌرطِبُ الأجسادَ من عفَنِ حاضِرٍ أبكمٌ وما زالَ الحاضِرَ
كما عهِدنا أبكَمٌ لا يَسمع بَلْ أنه أرادَ أن يكون هكذا لا
لا يَسمَع ولا يُدرِكُ من نَفسهِ في عالَمُنا من يكون
وقد يكونَ تعوّدَ على أن يكونَ هكذا
طابَت له حياةَ الصمتِ لعلّه بِالفِعلِ إستبدَلَ
حياةَ الحريّةِ بِ عِزّةٍ بِ حياةَ العبودِيَةِ التي لفَظَتها الإنسانِيَةَ حتى تناثرَت معها
أنفاسُنا ومفاصِلُنا في هذه الحياة وحتى أصبَحنا
بٍذاتِ أنفُسِنا نَهيمُ خلفَ سرابٍ هو إسمه عالمٌ غريب
وأي عالمٍ هو بٍذاكَ العالمُ الذي أصبَحَ أبكَمٌ وعقيم
ولا يُنجِبُ من الحياةِ شيء فكيف
فكيفَ له أن يكون من الحياء بِشيء يُذكَر ولا زالت
ولا زالت القِصّةً نُرتِلُ في كل يومٍ فصولَها نازِفَةً
ولم لم تنتهي لِتغفو بين سطورِها هاماتُنا وعلى
خاصٍرَةِ ليلٍ مُبهَمٌ يَبحَثُ عن مُستفيقٍ يُرتِلُ ما
تناثَرَته رِياحَ الأيامِ التي أصبَحَت بِ تنهيدَةٍ تتساءلُ عن
فَمَنْ يُلَملِمُ حِجارَةَ الركامِ عن ذاكَ الجَسَدِ الذي
أنهَكَه التنقلُ بينَ أزِقَةِ الزمانِ الواهنِ إلى أن
أصبَحَت رِحلَةً تَحمِلُ معها سنينَ عمرِنا وعلى
كتِفي سَيِدَةٍ هي هرَمُ الحياةِ وبَوصَلةُ الأرضِ
وتِلكَ التي غادَرَت أرضَها وبَيتَها مُرغَمَةً لا مُغرَمة
وقد ترَكَت خلفَها أولادَها الصِغار
وحملَت على كتِفَيها وبينَ يَديها المُثقلَتينِ مِخدّتها 
وكما هي تَظنُ أنها تَحمِلُ أولادَها لعلّها ترَكتهم خلفَها
وترَكت خلفها أنفاسِها ودونَ أن تدري من تحتَ الركام فمن بِربِكُم يَحفظُ لها تنهيدَتها وتنهيدَتَهم الغائِبةَ التي
أضحَت اليوم تغفو بين أجداثِ الزمان
لعلّ دمعاتُها النازِفَةِ على تجاعيدِ الوجهِ تُعيد إبتسامَتها والتي سرَقَتها قلوبُ البَشر ومزّقَتها معالِمُ اللامُبالة
مُتوَشِحَةً بِثَوبِ الأغرابِ الذي أضاعَ عروبَتها وتاريخها
وما زالت تهيمُ فوقَ الجِراحاتِ تطرق آذانٌ صماء
ولا زالت الرِحلَة في سِجالٍ مُستَمِر على سِكَةِ الأيام
مع الرحيل الذي لم يَتوَقف في إنتظار 
فلَعلّ يكون في وجهِ الغَدِ خيوطَ صباحٍ مُشرقٍ بِالتفاؤل لعلّنا ننسجَ معه وِشاحَ أنفاسُنا وحريَتُنا وعِزّتٌنا المفقودَةِ
ونَلبَسُ ثوبَ العِزَةِ التي طالَ غَيبَتُها على ستائِرَ ليلٍ
ما زالت مُغلَقةً لِتحفَظَ بين طياتها الحقيقةَ أما
أما آن لنا أن نكتبَ وتكتبَ أقلامُنا شيء من ذاكَ الذي
تسكُبُه شِفاهَ يومٍ باسمٍ
لِنرتَشِفَ حريّةً مُعتقةً بِ رائِحَةِ الزعترِ والزيتون
تُداعِبنا صرخات الله أكبر على أبوابِ مقدساتِنا
لعلّنا نَتكِيء بأجسادِنا عِندَ عتباتِ الدِيّار
ودونَ أن يكونَ هنا رقيبٌ أو قيدٌ في
معاصِمُنا وأقدامُنا وأقلامُنا التي آن لها أن ترسُمَ
الحريّةَ من شِفاهِ أُمهاتِنا التي أنجَبَت حرائِرَنا
ولا زالت الحِكاية في مُنتَصَفِ الطريق
فكيفَ لها أن تَنتَهي إلى أن تصرخَ الأقلامُ
وتُنشِدَ على أسِنّتها قبلَ حناجِرَنا دموعَ الحرِيَة ..

             .. علي حسن ..

التسميات: