لن أرحل. الشاعر. علي حسن

لن أرحل .. بقلمي علي حسن

لن أرحلَ من أرضي

ولن أُغادِرَ موطني

فهنا حياتُنا

وهنا نموت

فلن نرحلُ ما دامَ فينا نبضٌ

ووجهٌ يُعانِقَ ألبابَ السماء

فشوقنا تجاوزَ جِدارَ الزمان

وتعمّدَ شِغافَ القلوب

فثائِرنا صارخٌ 

من شِفاهِ البركان

فصرختنا رصاصة

وتنهيدتنا على

وجهي الحجر

ترسمُ صورةً وإنتماء

أسماؤُنا ما زالت معتقةً

تُرَطِبُ أسِنَةَ أقلامنا 

وأوراقَ الدَفتر 

لن أرحل

لن أرحل ما دامَ فينا

شريانٌ ينبَض

فنزفُنا مخضب بِالدماء

لن أرحل

ما دام هنا صوتنا يُسمَع

لن أرحل 

ما دام غُصنَ الزيتون

شِعارنا

وكتابُ السماء

عقيدتنا

وما دام فينا شِبلٌ يولَد

يَتنهَد الحياة من

فُوَهةِ البُركان

فكيف لنا أن نكون

أقويااااء 

وكيف لنا أن نحيا 

لِنموت واقفين

شموخنا البركان

وطوفاناً أُسوده

ينفضونَ من حولهم الركام

يصرخُ ويَزئر

لن أرحل

لن أرحل ما دامت هنا أنفاسنا

أعمارنا هنا زُرِعَت

أوصالنا تُزهِرُ على خاصِرةِ بِذارِنا

بحق السمااااء 

سنحرثُ أرضنا 

لِيَنبُتَ زرعنا

ويُنشِدَ الحسون

قد حانَ يوم القِطافِ

وتبَسّمَ هنا البَيدَر

 

لن أرحل

لن أرحل من دِياري

ولن أرحل من حيِنا

لن نُفارِقَ دارِنا ودوارِنا

ولا شوارعنا المزروعةِ

بِحروفِ أسماؤنا وأنفاسنا

لِنلملِمُ حجارتنا المتناثرة

لِنبني بيوتنا من

حطامِ جماجِمُنا

فعظامُنا لن

ولن ترحل

لِنكتبُ من حرائِرَ قصائِدنا

نغني أنشودة العودة

مع كلِ يومٍ يتجدد

لِتسمعوا منا صرختنا

دمعات على شتائل الزعتر

ابداً لن نرحل

ولن أرحل

             .. علي حسن ..