الجمعة، 2 مايو 2025

العيون الغامضة. للشاعرة. زينب عياري

العيون الغامضة 
ورب السماء العالية ألمح عينيك الغامضة 
تتأملني تعبر الغيوم الشاردة ..
تشيّع أسراب اليمام الراحل 
وأصوات النوارس السارية 
بين مفترق الجبال الراسية 
تحرس الرياح الساحرة ...
وبيني وبينك ألف بلد وألف مسافة خالية ...
ويشكو الفؤاد مرآتي الصامتة 
حيرتي وظنوني وارتباكي ..
تدور بفلكي دموع حارقة 
أحدق في خيوط الليل الواقفة 
كجدار مرصوف بذكرياته الثابتة 
احجز ملفات مغلقة كانت ..
أركن منها لقطات أعدلها كزاوية مائلة ..
أشطب الأسطر التي تلاعبت بزمني ..
على حدبة هلال المواسم أعلق عنوانها 
وأقلب اللوحة التي لطالما حيّرت 
غرائزي وحبست فضولي 
أعربد غاضبا وبحّة كبيرة تلثمني
وصرخة محشورة في قلتة من رماد 
تخرج من كهف المواجع 
أسهم لا اتجاه لا . .......
كأنها رام من زمن الظلمات ..
وكل صباح تغادرني النجوم المخادعة 
فوق خد الوسادة خطت شكاياتها ..
تركت دموع العطر الحائرة ..
خلف أبواب الصمت تختلس الأصوات الهاربة 
تتسول بعض كلمات ساخنة 
تدق نواقيس الروح المهجورة..
تنتظر ساعات المواعيد الثائرة ..
كشاعر تنخره الوساوس الاّذعة 
وكتلة من الأسئلة لا تجيبها شهوته الحمقاء ...
فيصعد دخان سجائره الغاضبة ..
ينهب ما تصوّره من نساء خياله 
فيغرق في حبره مطأطئ قلمه 
وماشتهاه من فتاوى وإغراء ..
 كل حسناء تظن أن كلامه لها دون استثناء ....
أيها البعيد عن عيني وفي القلب قريب 
أعيتني غربتي وأنا بين الناس أقيم 
كأني أسير بساق في الماء واخرى في الطين 
لا أجنحة لي كي اطير ...
وهلوسة تشد لساني كطفل شريد 
عناويني كلها طرق بلا فوايس
وليلي بلا زوّار ولا حديث طويل ..
كيف سأسميك وأنا لا انطق بإسمك ولا أناديك...
غيرت كل هواياتي فلا هدف لي ..
متصوف يرسم شمس النائمين ..
يتخيل قدومك في كل لحظة وكل حين 
أيها المسافر بين الرموش 
كلحن حزين ، كنجم بعيد ..
ليس لجفني منام ولا رحيل 
تضيق الحروف وكل المعاني 
وبين الأضلع ألفّ أوجاعي اخفيها مع الروح 
ألوّن ايقونات باهتة أعيد لها الذاكرة 
من احجية ذاك الحصاد الملتهب بنار الشوق 
يزحف نحوى خلوتي الفارغة 
يهزم كل التحديات في مهجتي العالقة
بأطراف اخر الرسائل الماضية ....................
بقلمي زينب عياري / تونس

التسميات: