الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

محبرة الضياع ** بقلم......سعاد سحنون /// الجزائر ....


.........محبرة الضياع.......................
مُشَتتةٌ أوْرَاقِي بين زوايا الكون
يحمل القدر قلمه ويُوَقّعُ ورقة ميلادي
وبنفس الوقت يوقع شهادة وفاتي
ومابين جسر الميلاد والفناء
مدّت ورقة ضالة سوداء هي ورقة ضياعي
هاته الغرفة جدرانها باردة
كبرودة أعصابي
تظل ترقب دقات الساعة
وهي بدورها ترقبك
ولا تنتظر شيئا محددا 
ينسج العنكبوت خيوط الملل والرتابة القاتلة 
نوافذ صبرك ها قد تحطم زجاجها
ذباب الماضي يتغذى على براغيث حاضرك الحقير
خطاياك كثيرة يا امرأة عجنها ابليس من رماد الأيام 
وسكب شياطينه في حوصلة لياليك المثلجة
تحلمين بالضياء...........
فلا تطاردك سوى الضباع
وفي غابة حزنك يا أميرة الثلج البيضاء
يصرح الوجع ويزمجر كأسد جريح ضرير 
لأن الساعة التي بيد نهر عبقر
تشير إلى الإقتراب من حافة الجنون إلا ربع
في ذلك الحين عندما تدق ساعة هلوستك المريرة
تختلط عليك الأمور 
وتمتزج في عقلك كل الأشياء المحيطة بك
دموعك مع حروفك
مع مساحيق همومك 
ملوحة دهرك وأشلاء صبرك المبللة بحمى الإنتظار
ورسوماتك المنقوعة في محبرة دمعك الشفاف
مضاف إليها قهوة يأسك المسائية المرة 
الممزوجة بإدمانك الحاد لِلًوْنِ اللّيل 
زائد صمتك الذي أرقته ثرثرة أوراقك
وطرطقة أصابعك التي تنخر باطن أعصابك
والجلبة وضوضاء الناس من حولك 
خاصة المنافقين الذين يجلسون بين ثنايا تاجك
الغير ملكي طبعا
تاج فقرك وضعفك وانحرافك 
المصنوع من غبار هزائمك المتتالية
ولصوص وقتك يسرقون منك عدم منفعتك
يحسدونك على راحتك الأبدية
وعلى جنونك الأبدي
الغارقين في ذنوب براءتك 
هم من جعلوا منك جثة باردة 
لا نبض فيها...............
سجنوك في مقبرة الحياة الناقصة الأيام 
وتركوك مع وحش الفراغ 
تسطر وترسم زخرفات الموت وتعلقها في جدران الآهات
وبحروف مائية شفافة لا أحد يراها غيرك
أعلنت كل الصحف الوهمية فشلك 
وموعد دفنك...............
ولأنك غير مرئي، فجنازتك رقص فيها
صعاليك تمردك
ودُقتْ مزامير الفناء المصحوبة بزقزقات الألم المتكرر
حملتك غيلان أعداء النجاح 
ورمت بك في سحابة عقلك المنكوب 
ولا زالت تقهقه من بعيد 
وتحاول التماسك من جديد
لتحافظ على وقار اسمك الغير موجود في سجلات الوجود.
يقلم......سعاد سحنون///الجزائر ....