الأحد، 4 أكتوبر 2015

انتظار سفن النجاة !......بقلم الشاعر عبدالحق الشرعي......مجلة درة الوجدان




انتظار سفن النجاة !
"""""""""""""""

استعدوا لنرحل عن أحزاننا
وعن تاريخ سقفه جثت
وأشجاره تثمر الإنتظار والصمت
عصرنا رحى تدور
وفي لحنها الدافق حلم الغد
أنين الشهداء يلاحقنا
يدخل عصرنا فاتحا
من ثقوب مضيئة
بينما الوحش الجائع يجني
من غرس المذابح أحلى الثمار
والأهواء غالبة
والشمس عذراء محتجبة
ترضع طفلا لم يولد بعد
المبحرون بلا شراع
ينتظرون سفن النجاة
ينتظرون من ينقصهم أحزانا
ينقصهم جراحا ودما
الريح تتخطى العصور، قوية
تهب من كل العالم
لم يبق لنا سوى الرحيل
في سفن الجذور
نحو شاطئ الأمان
في رحلة البحار والرمال
في رحلة الشتاء والصيف
ليس لنا من المجد القديم
سوى أعمدة من رخام
والوحوش خلف الأسوار خيام
والحضارة ترتدي ثوب حداد
والجمر ما زال مشتعلا تحت الرماد
فسرنا للجنائز في القلوب
في الأحشاء وفي الكلام
والأنين يملأ القبور
سرنا في المدينة
وهي تنام في ردائها القديم
مثل غابات صنوبر
بين صقيع الثلج ولهيب النار
تراقص آخر أنفاسها
تبحث عن ماضيها المنقضي
حيث أبواب الأسوار مفتوحة
في وجه الغزاة
بينما أبواب الأزقة مغلقة
تنتظر النجاة 
تتمخض في سبات عروشها 
وجرحها ينزف الحرمان في الصدور
في الخرائط وفي الظلام
اصرخوا
راقبوا الإنتظار بين العواصف
إنها النهاية
إنها البداية لو تعلمون .

""""""""""""""""""""""
بقلم الشاعر عبدالحق الشرعي