الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

مُلْهِمَتِي ..... بقلم جاسم حميدي عباس..... مجلة درة الوجدان

مُلْهِمَتِي
بقلم
جاسم حميدي عباس

سارَ الزمانُ وما الاقدارُ تحتَمِلُ
والمرءُ لابدَّ لهُ حَتْفُهُ العَجَلُ
قد يقطعُ الدربَ في الاوهامِ سالِكُهُ
وقد يكونُ مع العَجالَةِ الزَّلَلُ
هي الامورُ تسيرُ غيرَ آبِهَةٍ
وفي الحبيبِ لهيبٌ الشوقِ مشتعلُ
لكنها ظبيةٌ ضلَّتْ دروباً بها
إعثارُ دهرٍ قلَّتْ بهِ الحِيَّلُ
ما بالُ سلمى لم تسألْ كعادتِها
أَغاضَها امرٌ أمْ صدَّها شُغْلُ
فداؤكِ روحي الهَمْتِنِي شوقاً
تكادُ من نارِهِ الاعضاءُ تَنْفَصِلُ
قد يجمعُ الدهرُ خلّاناً ويفْرُقُهُمْ
صبراً لِسَعي الدهرِ حينَ ينْفَعِلُ
ويسكنُ الدهرُ ردحاً حينَ فراقِنا
يهتاجُ في الملتقى والشوقُ يبتَهِلُ
الى متى يشقى الحبيبُ بحبهِ
امسى قتيلاً والقلوبُ تشتعلُ
يا صاحِبيْ لي خليلٌ قد ارَّقَنِي
قلبٌ اسيرٌ ذَوَتْهُ الاعينُ النُجُلُ
كيف السبيلُ الى خلٍ بهِ فتْنَةٌ
اسيلُ خدٍ وحسنُ الخالِ والكُحُلُ
للّهِ درُّ صبيةٍ رايتُ بها
سحرَ الجمالِ بها العقولُ تنشغلُ
تكاملَ الوصفُ أَنَّها عربيةٌ
احببتُها زانَها الجمالُ والعقلُ
حورُ العيونِ وَقَدٌّ ساحرٌ وبها
سودُ الرموشِ سَبَتْنِي حين تكتَحِلُ
وفي الوفاءِ لها في العهدِ من صولةٍ
وفي الودادِ وصدقُ القولِ تمتثلُ
شجيةُ الصوتِ بها لحنُ انغامٍ
كضاربِ الصَّنْجِ عند العرسِ يحتفلُ
كريمةُ الدمعِ والحنينُ سميرُها
لها مُقَلٌ في اللِّقاءِ تَنهَمِلُ
لا تعذلوني إنْ هِمْتُ بِمُلْهِمَتِي
تسبي العقولَ وافذاذٌ بها خُبِلُوا

صورة ‏جاسم حميدي‏.