حكاية الذئب والأربعين حرامي في القرن الحادي والعشرين ... بقلم الشاعر والكاتب / بشار إسماعيل
أبَت النوم إلّا أن تحكي لي حكاية ( الذئب والأربعين حرامي ) . كانت تهدهد على كتفي حتى أغفو . فَغَفَوْت ... .
استيقظت صباحاً على صوت ذئب يهجم على باب البيت يتصارع معه ...
صَرَخْت وصَرَخْت ...
فلم أسمع صوْتاً لأمي ...
الذئب يصارع ويصارع الباب يريد تحطيمه . وكنتُ وحيد أمي ولا أحداً لها غيري . انتابني الخوف شديداً . وعِشْتُ لحظات أنتظر عودتها . فمن عادتها تزور خالتي أوجارتنا ترتشف قهوة الصباح ...
تجرّأْتُ وصِرْتُ أنظر من النوافذ علّ أمي تعود أو يأتيني الفرج . فمن نافذة غرفتي رأيت خالتي تنظرني وتبتسم . ومن نافذة الصالة رأيتُ جارتنا تضحك . ومن نافذة أخرى رأيت أمي صامتة ...
فزاد خوفي ولا أفهم ما يدور حولي وما الحكاية ؟؟
وفجآة تحطّم الباب وما رأيت إلّا والذئب ينقضّ عليّ حتى أيقن أنني فارقت الحياة ... فغادر وكنت وقتها أنزف وألتقط أنفاسي الأخيرة ونظراتي الأخيرة كانت إلى النافذة . فرأيت أمي ما زالت صامتة تنظرني دون جدوى من دمعة أو حنان أو .. أو .. ولا أعلم ما الحكاية . هل هي فعلاً حكاية الذئب والأربعين حرامي وما زِلْتُ أحلم ؟؟؟
وبعدها ... لا أدري . لا وجود لي .. فجأة سمعت أحدا يكلمني .. أنا مَلَكٌ .. أنت استشهدت وفي جنة الرحمن ....
.
هل ما زالت أمي تحكي حكايات وتأخذ قهوة الصباح خارج البيت معَ ومعَ ومعَ وتترك ابنها وتصمت بلا قلب ولا ضمير خوْفاً من الذئب الذي ما استطاعت أن تحميني منه .....
======================التسميات: قصة قصيرة
<< الصفحة الرئيسية