منتدى الشعراء والأدباء لمجلة درة الوجدان

مجلة أدبية شعرية

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

. { قَـصَّـتـي مَـعَـهـا } .{ مُـحْـيّ الـدّيـنْ الـدَقّـاقْ }




حَـسَـدْتُ صَـديـقـي عَـلـى غُـرْفَـةٍ مُـتَـواضِـعَـةٍ فـي تِـلْـكَ الأَنْـحـاءْ "

وَدَدتْ لَـو بِـإِسْـتِـطـاعَـتـي أَنْ أُعْـطـيـهِ بَـدَﻻً مِـنْـهـا رَوضَـةً غَـنّـاءْ "

فَـإِمْـتِـلاكُـهـا لاشَـكَ سَـيَـجْـعَـلُـنـي أَطـيـرُ أُحَـلِّـقُ فـي الـسَـمـاءْ "

لا لِـشَـيءٍ سِـوى أَنْـنَّـي سَـأُجـاوِرُ تِـلْـكَ الأَمـيـرَةُ الـحَـسْـنـاءْ "

إِبْـتَـدأَتْ قِـصَّـتـي مَـعَـهـا حـيـنَ سَـحَـرَتْـنـي يَـومَ زُرْتـُهُ ذاتَ مَـسـاءْ "

كُـنْـتُ جـالِـسـاً بِـالـشُـرْفَـةِ أَتـأَمَّـلُ الـقَـمَـرْ أَعُـدُّ نُـجـومَ الـسَـمـاءْ "

فَـجْـأةً لَـمَـعـَتْ نَـجْـمَـةٌ تَـتـَلألأ تَخْـطِـفُ الأَبْـصـارْ بِـضِـيـائِـهـا وَيـالَـهُ مِـنْ ضِـيـاءْ "

كـانَـتْ تَـجْـلُـسُ بِـالـشُـرْفَـةِ الـمُـجـاوِرة بِـيَـدِهـا كِـتـابٌ تُـقَـلِّـبُ صَـفَـحـاتِـه بِـكُـلِ بَـهـاءْ "

وَدَدّتُ لَـو أَنّـي حَـرْفٌ بَـيْـنَ سُـطـورِهِ بِـكَـلِـمَـةٍ أَو بِـأَيِّ إِسْـمٍ مِـنَ الأَسْـمـاءْ "

كُـنْـتُ أَتَـأمُـلُـهـا عَـيْـنـانِ سـاحِـرَتـانِ كـانَـتـا تَـرْمُـقُـنـي بَـيْـنَ حـيـنٍ وَحـيـنٍ بِـإِسْـتِـحْـيـاءْ "

شَـفَـتـاهـا الـوَرْدَيـَتـانِ تُـتَـمْـتِـمُ تَـحْـكـي عَـمّـا يَـجـيـشُ بِـالـقَـلْـبِ أَشْـيـاءَ وَأَشْـيـاءْ "

وَجْـهٌ مُـسْـتَـديـرٌ كَـمـا الـبَـدْرُ فـي لَـيْـلَـةِ تَـمـامِـِه يُـشِـعُ بِـالـضـيـاءْ "

وَوَجْـنَـتـانِ قَـدْ إِحْـمَـرَّتـا خَـجَـلاً بِـجَـمـالِـهـا جَـعَـلَـتْـنـي مُـمَـزَّقـاً أَشْـلاءْ "

شَـعْـرُهـا الـمُـنْـسَـدِلُ كَـشَـلالِ يُـغْـريـنـي كَـظـامِـيءٍ يَـتَـمَـنّـى شَـرْبَـةَ مـاءْ "

وَمِـنْـذُ تِـلْـكَ الـلَـحـْظَـةِ أَصَـبَـحْـتُ مُـتَـعَـلِـقـاً بِـتِـلْـكَ الـشُـرْفَـةِ وَلَـمْ أَعُـدْ أُغـادِرُ تِـلْـكَ الأَنْـحـاءْ "

وَبَـعْـدَهـا أَصْبَـحْـتُ أَجْـلُـسُ دائِـمـاً أَنْـتَـظِـرُ نَـجْـمَـتـي حَـتـى تُـطِـلُ كُـلَّ مَـسـاءْ "

كُـنْـتُ أَتَـأَمَـلُـهـا لَـمْ أَتَـجَـرأ أَنْ أُكَـلِـمَـهـا خَـشْـيَـةَ جَـرْحِ أَمـيـرَةٍ أَرَقُ مِـنْ نَـسَـمـاتِ الـهَـواءْ "

ذاتَ يَـومٍ إِبْـتَـسَـمَـتْ مِـنْ فَـرْحَـتـي شَـعَـرْتُ أَنّـي طـائِـرٌ مُـحَـلِـقٌ فـي الـسَـمـاءْ "

قُـلْـتُ لَـهـا مـا دَعـاكِ لِـتَـرْكِ مَـدارِكِ وَالـهُـبـوطَ لأَرْضِـنـا أَلِـتَـعَـلُّـمِ الـحُـروفِ وَالـلُـغـاتِ وَالأَسْـمـاءْ "

نَـظَـرَتْ مُـسْـتَـفْـسِـرَةً بِـخَـجَـلٍ وَإِحْـمِـرارُ خَـدَّيـهـا بِـدونِ خَـدْشٍ يَـكـادُ يَـنُـزِفُ بِـالـدِمـاءْ "

قـالَـتْ مَـسـاءَ الـوَرْدِ شَـعَـرْتُ مِـنْ عُـذوبَـةِ صَـوُتِـهـا بِـلَـحْـنٍ شَـجِـيٍّ أَنُـسـانـي تَـعَـبـي وَالـعَـنـاءْ "

وَغِـبْـتْ عَـنْ الـوَعْـيِّ هُـنَـيْـهَـةً سَـَـمِـعْـتُ ضِـحْـكَـةً رَقـيـقَـةً وَقـالَـتْ أَأَنْـتَ نـائِـمٌ أَمْ أُذُنَـكَ صَـمَّـاءْ "

صَـحَـوْتُ مِـنْ غَـفْـوَتـي جـاوَبْـتُـهـا مُـتَـلَـعْـثِـمـاً وَكَـأَنَّ لِـسـانـي يَـعْـجَـزُ عَـنْ نُـطْـقِ حَـرْفٍ مِـنْ حُـروفِ الـهِـجـاءْ "

مَـسـاءُكِ كَـمـا رِقَـةُ صَـوْتِـكِ وَجَـمـالُ وَجْـنَـتـاكِ وَوَجُـهُـكِ الـبَـدْرُ الـمُـشِـعُ بِـالـضِـيـاءْ "

إِزُدادَ خَـجَـلُـهـا أَخَـذَتْ كِـتـابَـهـا وَدَخَـلَـتْ وَأَنـا أُنـاديـهـا هَـلْ جَـرَحْـتُـكِ يـاأَمـيـرَتـي الـحَـسْـنـاءْ "

نَـعَـمْ دَخَـلَـتْ وَأَخَـذَتْ قَـلْـبـي مَـعَـهـا مِـنْ أَيْـنَ سَـأَسْـتَـمِـدُ قـوَّتـي أَشْـعُـرُ بِـالـقَـلْـبِ تَـوَقَـفَ عَـنْ ضَـخِ الـدِمـاءْ "

بَـدأَتُ أَتَـسـائَـلُ أَأَنـا حَـقـاً جَـرَحُـتُ أَمـيـرَتـي إِنُ كـانَ هَـذا فَـإنـنَّـي حَـتْـمـاً بِـغـايَـةِ الـغَـبـاءْ "


أَمْ أَنَّـهـا مِـنْ شِـدَةِ خَـجَـلِـهـا مِـنْ كَـلِـمـاتٍ سَـمِـعَـتْـهـا لأَوَّلِ مَـرَةٍ فَـضَـلَـتْ الـهُـروبَ وَالإِخْـتِـبـاءْ "

فـي تِـلْـكَ الـفَـتْـرَةِ الَّـتـي مَـرَّتْ كَـأَنَّـهـا الـبَـرْقُ كَـانَ صَـديـقـي داخِـلاً يُـعِـدُّ وَجْـبَـةَ عَـشـاءْ "

نـادانـي هَـيَّ لِـنَـأكُـلْ فَـدَخَـلْـتُ لَـكِـنَّ عَـقُـلـي كـانَ هُـنـاكَ تَـتَـزاحَـُم بِـهِ أَفْـكـارٌ سَـوْداء "

نَظَرَ إِلَـيَّ لَـمَـحَ شَـيـئـاً لَـمْ يَـعْـهَـدُهُ قـالَ لِـمـا لا تَـأكُـلْ مـابِـكَ كَـأَنَّـهُ هَـبَـطَ عَـلَـيـكَ الـغَـضَـبُ مِـنَ الـسَـمـاءْ "

قُـلْـتُ لاشَـيء إِنّـيَ مُـتْـعَـبٌ قَـلـيـلاً حـاوَلْـتُ تَـنـاولَ شَـيءٍ لَـكِـنْ هَـيـهـاتَ أَنْ أَسْـتَـطـيـعَ إِبْـتِـلاعَ شَـرْبَـةَ مـاءْ "

خَـرَجْـتْ مُـسْـرِعـاً إِلـى الـشُـرْفَـةِ عَـسـاهـا تَـعـودُ فَـسَـأَلَـنـي مـابِـكَ قُـلْـتُ إِنّـي بِـحـاجَـةٍ لِـنَـسْـمَـةَ هَـواءْ "

إِنْـتَـظَـرتُ طَـويـلا لَـكِـنَّ أَمـيـرَتـي لَـْم تَـظْـهَـرْ تِـلْـكَ الـلَـيـلَـةِ وَكـانَـتْ لَـيْـلَـةٌ لَـيـلاءْ "

بَـدَأتُ أَتَـسـائَـلُ مـا هَـذا الَّـذي يَـحْـدُثُ لـي هَـلْ أَحْـبَـبّـتُـهـا حَـقـاً نَـعَـمْ يَـبْـدو هَـذا بِـجَـلاءْ "

كـانَ يَـومـاً طَـويـلاً لَـمْ أَرى مِـثْـلُـهُ فـي حَـيـاتـي وَأَنـا أَعُـدُّ الـثَـوانـي حَـتّـى أَتـى الـمَـسـاءْ "

عُـدْتُ لِـلـشُـرْفَـةِ فَـوَجَـدْتُـهـا كَـمـا عَـهِـدْتُـهـا نَـظَـرَتْ إِلَـيَّ قَـالَـتْ مـابِـكَ أَأَنْـتِ مَـريـضٌ أَمْ إِنَّـهُ إِعْـيـاءْ "

لَـمَـحْـتُ فـي عَـيْـنـاهـا لَـهْـفَـةٌ لِـلِّـقـاءْ وَكَـأَنَّـهـا تَـلـومُ نَـفْـسَـهـا عَـمّـا حَـصَـلَ بِـالأَمْـسِ بِـإِسْـتِـيـاء "

قُـلْـتُ لا شَـيء لا تَـشْـغِـلـي فِـكْـرِكِ إِنَّـهُ الإِرْهـاقُ مِـنَ الـسَـهَـرِ قَـدْ كُـنْـتُ أَدْرُسُ الـكـيـمْـيـاءْ "

وَمُـعـادَلاتِ الـتَـفـاعُـلِ إِذا تَـعَـلَـقَ قَـلْـبُ عـاشِـقٍ بِـأَمـيـرَةٍ حَـسْـنـاءْ "

إِبْـتَـسَـمَتْ وَقـالَـتْ الـكـيـمْـيـاءُ أَمْ الـفـيـزْيـاءْ أُنْـظُـرْ لِـوَجْـهِـكَ بِـالـمِـرآةِ يَـبْـدو عَـلَـيْـكَ كَـأَنَّـكَ قَـدْ صُـعِـقْـتَ بِـالـكَـهْـرَبـاءْ "

قُـلْـتْ لَـهـا مـاإِسْـمُـكِ يـاأَمـيـرَتـي قـالَـتْ أَنـا زُهُـورُالـشـامِ وَنُـجـومُـهـا البَـيْـضـاءْ "

إِسْـأَلْ عَـنّـي بِـيـوتَ دِمَـشْـقَ أَتَـلألأ بِـهـا كَـالـنُـجـومِ أَفـوحُ شَـذاً فـي كُـلِّ الأَرْجـاءْ "

أَنـا لِـلـشـامِ عُـنْـوانٌ فَـإِسْـأَلْ عَـنّـي بِـيـوتَ وَحَـدائِـقَ وَشَـوارِعَ دِمَـشْـقَ الـفَـيـحـاءْ "

قُـلْـتُ لَـهـا إِذاً أَنْـتِ يـاسَـمـيـنْ يـا أَمـيـرَتـي الـحَـسْـنـاءْ عِـشْـتـي وَعـاشَـتْ الأَسْـمـاءْ "

سَـاَلَـتْ مـاإِسِـمُـكَ يـاذا الـعُـيـونِ الـسَـوْداءْ أَجَـبْـتُ أَنـا صـاحِـبُ الـمِـصْـبـاحْ قـالَـتْ أَهْـلاً يـاعَـلاءْ "
  
 
 

التسميات: قسم القصص

مرسلة بواسطة فاتن حسين @ نوفمبر 25, 2015  

<< الصفحة الرئيسية

المساهمون

  • فاتن حسين
  • fattenhseen@gmail.com

الرسائل السابقة

  • \\\\كم اخشــــــــــــــــــــــى\\\\.....--------...
  • القصيدة:تيك الجوهرة الشاعر:مالك الحزين الرفاعي
  • (ذكرى الطريق)....امل رفعت
  • انكسار.....مهيارالليل ...
  • رسالة الى الطغاة ---------------طاهر مشي
  • ...وجع .................شاعر البرلس/جمال البطاط....
  • صَدعٌ بساقي ....(محمد رشاد محمود)
  • أجراس الرحيل...شعر /محمودالبراد
  • ?اجتماعية دينية؟ ?جابرعبدالقادر؟?ست الحبايب؟
  • الغياب ♥ و ♥ الأشتياق ....ا.د/ محمد موسى

Powered by Blogger

الاشتراك في
الرسائل [Atom]