السبت، 21 نوفمبر 2015

(سَأظَلُ حَائرَاً ولَكِن ...!)....بقلمي// سيد يوسف مرسي

 


مَا زَالَ طَيْفُكَ حَائِراً بمَجَالِي 
والوَجْهُ مُشْرقٌ بِالضِيَاءِ يُمَاليِ 
هَمَسَاتُك أرْجٌ فِي مَدَى أُفُقِي 
فَمَتَى تَعُودَ إليَّ وَمَتَى تَلقَانِي 
الرَوْحُ تَسْبَحُ فِي الفَضَاءِ سَائِلة 
وَاللهْفُ جَوفَ الفُؤَاد وَقَدْ رَجَاني 
فَإنْ غَابَ الحَبيبُ بِتُ مُغْتَرباً 
تَبْكي العُيونُ وتُــــــــــلدُ أفكاري 
وأهِيمُ فِي عرقِ الفُضولِ تَطلُعَاً 
يَا ليْتَك تَعُودُ وَتَرد أوصَـــــــالي
أوصَدْتَ بَاباَ كُنتَ مِنْه أنْظُرُكَ 
وشَيْدتَ للعَيْنَ سداً رَاسِخٌ عَالي 
فَأفرَغتَ مِنى كُلَ لِّذيِذٌ كَامِنٌ 
فَأوحتْ إليَّ النَّفسَ أنك الجَاني 
فَصِرتُ أُصْغِي للصَدى منْك آملاً 
أنْ تَأتِي كَطَيرٍ أو تَلوذَ بأغًَْصَاني
وَجَعْلتُ العُينُ عَلي الحُمرانِ تنظرُها
وأفَتِشُ الأوصافَ فِيها بِفِنْجَاني 
وَضَربتُ الأقداحَ لعَلها تُجْدِي 
فَمَا رأيتُ إلا غُربَاناً بأطلالي 
كَأنَك أوصَيتَ الليلُ يسْكُنَ مُهجَتي 
وخَيَم الدَار وفِي العينِ أغشاني 
وجَعلتَ رائِحَةُ الفُراقُ تُذبَني 
وتُغردُ الذكري جَوفَ صولجاني 
سَأعودُ حَيثُ أحْضُنُ مُهْجَتي 
وأضعُ عَلي شَفَتَي كُل أٌقفَالي 
إنْي عَلي الوِصَالِ مِنْكُمُ أرتَجي 
لو كَلتْ عَزائمِي وتَشَعبتْ أشْجَاني 
قَد سَرق مِني الهَجرُ حَشَاشتي 
يَا ليتَ مَركَبي تَنجو منَ الطُوفاني 
والمَوج يقّذفُ بي كُلَما صِحتُ
أو لاحت لعَيْني أرضي وشط أني 
إني علي ذاك البسيطةُ أرتوي 
مُرُ الفراقِ وقَد أفرغُتُ فنْجَاني 
وَلسْتُ أعلمُ مَتى مِنكَ ألتَقيِ
وَمَتَى تَعُودُ إليَّ ومَتَى تَلقَاني


  

التسميات: