الأحد، 27 ديسمبر 2015

جولة خلف الجدران ... عماد النفزي ...بقلمي عماد النفزي


 
في مساء
بدأ الظلام يحيك نسيجه 
و خلت الشوارع 
إلا من بعض الكلمات التائهة 
تسكب آخر قطرات نبيذها 
و أشرقت بعض النجوم 
هاربة من الكآبة 
في جولة للكشافة 
تساقطت أوراق النهار 
خلف جدران الكتمان 
وفي الأفق أرسل القمر عيونه 
كان قد تعود إستراق النظر 
و من خلف زجاج النوافذ 
دخان كثيف و ضجيج 
و موسيقى عالية النغم 
و دق الأقدام يسمع من بعيد 
و رائحة النبيذ كالبخور 
تحلقت النجوم على النوافذ 
مشهد عادي مألوف 
و كأن الموسيقى تأسرهم 
فيتمايلون على النغم 
ضجيج صخب و نغم 
و أقداح لا تسكت الهموم 
وحده ظل القمر 
يصغي للصوت المحموم 
و يمسح قطرات الدموع 
تسيل على خده الأيسر 
وبعد إنتهاء الحفلة 
إنزوى بعيدا في السماء 
يبتهل بالنظر 
إحتارت النجوم 
همست ماذا جرى ما الأمر ؟
قال في صوت متهدج 
يكسوه ما يشبه البكاء 
كنت أسمع المنشدة تبكي 
لم يكن يعنيها الغناء 
أصابعها تعزف الآلام 
و صوتها سكران بالندم 
و عيناها محتلتان من الخجل 
ثوبها عمدا تقصره 
تطلب رضاء رب العمل 
و نهداها أحمقان أعياهما السهر 
كنت أراها تنزف 
تخفي دمعتها في المقل
شفتاها صرخة تنتحر 
و قد راقبت عودتها 
ثقيلة الخطوات 
تمشي على مهل 
و رذاذ من المطر يغسل 
خصلات شعرها المهمل
فتحت باب غرفتها 
فهب أطفالها في حضن 
كتم أحزانه كي يأكل 
و ضحكت لهم على مضض 
فأكلوا من حزنها القاتم 
و ناموا نوم من قاتل 
فإغتسلت من ورم 
وإفترشت الأرض في الأسفل 
و غطت في الأعماق و لم تحلم 
بعد أن نظرت طويلا 
لصورة معلقة على الحائط
و وتنفست عميقا في الداخل 
فقال رجع الصدى 
غدا يوم آخر 
@@@@@ تونس 26 ديسمبر 2015
 

التسميات: