جولة خلف الجدران ... عماد النفزي ...بقلمي عماد النفزي
في مساء
بدأ الظلام يحيك نسيجه
و خلت الشوارع
إلا من بعض الكلمات التائهة
تسكب آخر قطرات نبيذها
و أشرقت بعض النجوم
هاربة من الكآبة
في جولة للكشافة
تساقطت أوراق النهار
خلف جدران الكتمان
وفي الأفق أرسل القمر عيونه
كان قد تعود إستراق النظر
و من خلف زجاج النوافذ
دخان كثيف و ضجيج
و موسيقى عالية النغم
و دق الأقدام يسمع من بعيد
و رائحة النبيذ كالبخور
تحلقت النجوم على النوافذ
مشهد عادي مألوف
و كأن الموسيقى تأسرهم
فيتمايلون على النغم
ضجيج صخب و نغم
و أقداح لا تسكت الهموم
وحده ظل القمر
يصغي للصوت المحموم
و يمسح قطرات الدموع
تسيل على خده الأيسر
وبعد إنتهاء الحفلة
إنزوى بعيدا في السماء
يبتهل بالنظر
إحتارت النجوم
همست ماذا جرى ما الأمر ؟
قال في صوت متهدج
يكسوه ما يشبه البكاء
كنت أسمع المنشدة تبكي
لم يكن يعنيها الغناء
أصابعها تعزف الآلام
و صوتها سكران بالندم
و عيناها محتلتان من الخجل
ثوبها عمدا تقصره
تطلب رضاء رب العمل
و نهداها أحمقان أعياهما السهر
كنت أراها تنزف
تخفي دمعتها في المقل
شفتاها صرخة تنتحر
و قد راقبت عودتها
ثقيلة الخطوات
تمشي على مهل
و رذاذ من المطر يغسل
خصلات شعرها المهمل
فتحت باب غرفتها
فهب أطفالها في حضن
كتم أحزانه كي يأكل
و ضحكت لهم على مضض
فأكلوا من حزنها القاتم
و ناموا نوم من قاتل
فإغتسلت من ورم
وإفترشت الأرض في الأسفل
و غطت في الأعماق و لم تحلم
بعد أن نظرت طويلا
لصورة معلقة على الحائط
و وتنفست عميقا في الداخل
فقال رجع الصدى
غدا يوم آخر
@@@@@ تونس 26 ديسمبر 2015
التسميات: قصحى حر
<< الصفحة الرئيسية