الجمعة، 29 يناير 2016

( وصية شهيد )..*بقلمي:نورالدين محمّد صبّوح,سورية*

أمّاهُ دائماً أراكِ فيَّ الروحْ
تبلسمينني منَ الجروحْ..
هلْ ما تزالين كما عرفتكِ
قويّةً صامدةً مثل الوطنْ
هلْ تذكرينني إذا رنَّ الجرسْ
هلْ تذكرينني إذا رأيتِ
بعض الأصدقاءْ..
فإنّني أرى على التلفاز
ماضينا الجريح حاضر..
فذا عدوّنا القديم يضحكُ
على العرب..
وتحت رجليه العصافير دَهَسْ
ومنْ دمائهمْ براكيناً
بأعماقي غرسْ..
لذا سأكتبُ الضمير من جديدْ
سأجعلُ الحرير صلباً كالحديدْ
سيصرخُ الكلام صرخةً
تضاهي صرخةَ المولود..
فكلُّ حبّةٍ غدت عنقود..
وأصبحت سلاحفُ النخوةِ
كالأرانب الرشيقةِ..
وأصبح الكسيحُ عدّاء..
وودّعَ الكلُّ العَرجْ ..
وأصبحت خطى الجميع ثابتةْ
واستيقظ النائمُ قائلاً: أتى
الفَرجْ..
أمّاهُ هل فعلاً أتى الفرج؟..
أمْ ما سمعتهُ كان هَرَجْ
هل شجرة التوت تظلّلُ المكانْ؟
أمْ سرّحوا الأخضرْ..
وكلُّ ما أرجوهُ منكِ قُبلتي
أنْ تمسكي عنِ البكاء..
أنْ تسكبي كأس الحنان في
ثغور أخوتي كي يشرق الشرف..
أمّاهُ إنّي عائدٌ قبلَ الرحيل
وقبل أن يبكي الوطن..
أمّاه إنّني الشهيد.....

التسميات: