الأربعاء، 2 مارس 2016

قصة قصيرة ... .....رانيا مغربى....... ...نبض الأماكن..... ...... ..

 


للأماكن نكهتها وذكرياتها المختلفة ومن


أجمل ( النكهات) والذكريات تلك التى

تكون حيث الأحبة كانوا حيث تحول نبض

قلبك إلى ربيع وأشجار وأودية وطيور

لاتهدأ حيث أصبحت تلك القطعة من الأرض

أملك الجميل فى الحياة حيث كنت تنتظر

مرورها نظراتها خجلها بسمتها هرولتها تنتظر

عمرك يجئ إليك ألم تكن عمرك الذى كانت

تتمحور كل حياتك فيه وحوله؟ إنه أجمل

العمر، العمر الذى نقضيه عشاقاً هو أجمل

العمر ، العمر الذى يمر كالبرق فى السعادة

وكالسلحفاة فى الحزن كانت السعادة

مرتبطة برضا الحبيب ووصله. وكان الحزن

مرتبطاً بسخط الحبيب وبعُده. كانت المشاعر

متأرجحة بين اللقاء والفراق وأيضاً كان

الزمن كلّه معلقاً بهذين العمودين الأساسيين

فى معمار الحب ، وكان معمار الحب كله

عبارة عن صبى وصبية يشعران بانجذاب

تجاه بعضهما بعضاً وكل واحد يشعر بأن قلبه

فى صدر الأخر وبأن نبض الأخر فى صدره

وبأن هذا الأخر لو طلب روحه لأعطاه إياها

لأنها روحه حتى فى التعبير هنا اختلط

الأخر بالأخر واختلطت الروح بالروح أليس

الحب اختلاط روحين وامتزاج قلبين

واتحاد شعورين؟ كل اختلاط وامتزاج

واتحاد لابد أن يقوم على الحب ولذلك وجد

العشاق فى الوصال جنتهم . احياناً أتعمد أن

أمر على الأماكن الأثيرة على قلبى هما

مكانان اثنان فقط: الطريق الفاصل بين

البيتين( البراحة) والمرقبات ( السطح) فى

البراحة كان يفصل بين بيتينا شارع صغير

ولم تكن تقف بالباب إلا نادراً ولكن الفرصة

الكبيرة تكون أثناء الأمتحانات حين أصعد

إلى السطح عصراً للمذاكرة وأجدها تذاكر

على سطحهم ذات يوم صعدت بالصدفة إلى

سطحنا لأحضر الكرة التى استقرت هناك

فلمحتها ومن يومها أمسى السطح مكانى

المفضل للمذاكرة حينها لم أكن أملك جرأة

مابعد سنوات الجامعة فكنت أنظر إليها

وحين تلتفت ناحيتى أضع رأسى فى الكتاب

كطالب مصرى . كانت الكلمات فى الصفحة

أمامى وكنت أحدق فيها ولكننى لا أرها لأن

عقلى وقلبى وكل كيانى على السطح الثانى

وكنت أتمنى أن تنتقل عيناى إلى كتابها

لتخبرانى عن مادتها وكنت متيقناً أنها لو

طلبت منى أن أذاكر نيابة عنها لحفظت

الكتاب من أول قراءة ولكننى فى الوقت

ذاته كنت أقرأ كتابى طيلة اليوم ولا أرى

الكلمات أمامى كانت الحروف تتحرك وتتخذ

مواقع معينة من الصفحة لترسم وجهها

كانت صفحات الكتاب تحمل صورتها لكم

تعذبت بذلك الوجه الجميل لكم انتظرت

ذلك الوجه الجميل فوق السطح وأمام باب

البيت وفى الشارع وحين تزورها صديقاتها

ثم تخرج امام بيتها لتوديعهن وكنت اتابعها

فى كل شئ وأعرف الوقت من خلال

برنامجها اليومى من دون حاجة إلى ان أنظر

فى الساعة لقد كنت أعرف نشاطها اليومى

أكثر منها وهى للأسف الشديد لا تدرى بكل

ذلك.

لم تكن جارتى الجميلة تعرف أن هناك مراهقاً

يحترق بسبها ولايجرؤ على مفاتحتها لم

تكن جارتى الجميلة تعرف انها أول من

جعلنى أنتبه إلى الشعر .

كانت قصيدة مكتملة أحفظها عن ظهر قلب

والان و بعد مرور أكثر من عشرون سنة

يخفق قلبى كلما مررت من هناك طبعاً لم

يعد الحى كما هو والبيوت الأفقية أصبحت

عمودية وأمتلأت بالجاليات المهجرة ولكننى

ماإن اصل هناك حتى أقف بسيارتى على

طرف الشارع وأغلق عينى وأتذكرها

أستحضرها كما لو كانت الأمور تحدث فى

تلك اللحظة تنزل من حافلة المدرسة حاضنة

كتبها إلى صدرها ( كم كنت احسد كتبها)

وتلوح بيديها اليمنى على. زميلاتها مع

ابتسامة رزينة وتمشى بثقل نحو باب منزلها

الموارب تفتح الباب ثم تنظر خلفها نظرة ما

قبل الدخول ثم تغلق الباب ثم أنتقل إلى

اقوى مشهد فى الفيلم مشهد العصر فأرانى

وأراها. ها أنا فوق السطح أكر كتابى الذى لا

اعرف ما فيه بل لا أعرف المادة التى فى

بطنه وهاهى برشاقتها ونبلها كأنها أميرة من

العصور الوسطى تمشى بكل بطء وعيناها

فى الكتاب وكلما تحركت تحرك قلبى .

وفجأة التفتت صوبى فسقط الكتاب من

يدى وجريت نازلاً كأننى أهرب من جريمة

ارتكبتها وافتضح أمرى على يدها ياالله

ما هذا الموقف القاتل؟
. .................. . . ... وللنبض صلة.

رانيا مغربى

التسميات: