( خفيف الظل والداعيةِ )..بقلمي / أحمد عبد المجيد
( خفيف الظل والداعيةِ )
كان يعرف بخفة الدم وكان مشهورًا بهذه الصفة ، كما أنه يشتهر بشدة الذكاء ، وحسن التصرف في المواقف الصعبة، كان لديه قدرة عالية على الاقناع .
ذات مرةٍ ذهب مع أحدعِلْيَةِ القوم أثناء ذهابه لحل مشكلة لأحد أبناء القرية .
وأثناء جلوسه مع كبار القرية وصاحب المشكلة بدأ أحد كبار القرية الحديث ، ثم نادى على صاحب المشكلة قائلا له : ما الأمر أيها الرجل ، أخبرنا بشكواك .
فقال الرجل: لقد ذهبتُ إلى المسجد فإذا برجل يقف مع زوجته المتبرجة أمام المسجد ، ف.. هنا قاطعه الرجل خفيف الدم بضحكة عالية ثم اعتذر وقال للحضو أعتذر منكم جميعًا وتفضل يا أخي أكمل وسألتزم الصمت ، قال صاحب المشكلة لا بأس . وأكمل قائلًا فأردتُ أن أنصحهما وأبين لهما أنه لا يصح له أن يخرج بزوجته شبه العارية هكذا فقال لي : لا شأن لكَ أيها السافل الديوث ، فقلتُ له ... هنا قاطعه صوت الرجل مرة ثانية بضحكة صوتها كان أعلى هذه المرة ثم اعتذر وطلب منه أن يكمل ، فقال صاحب المشكلة : فقلتُ له أأنا الديوث ؟! ، فقال : يا سئيل هذه زوجتي وأنا من سيدخل النار لا أنتَ.
فقلتُ : نعم، أنت الذي سيدخل النار لا أنا لكن لكَ عليَّ حقُ النصحِ . واستمر النقاش فترة إلى أن ضاعت مني صلاة المغرب ولم أشعر بذلك إلا عندما سمعتُ صوت المؤذن يؤذن لصلاة العشاء فأردت أن أنهي كلامي معهما بنصيحة أخيرة فوجدتُ هذا الزوج يخرج زجاجةُ بها جمر فكسرها وضربني بعنقها وقال تسببتَ لنا بتفاهاتك هذه بتأخيرٍ عن العمل خذ هذه أيضًا لكَ على تعرضكَ للماريين بالشارع وكانت ضربتٌ أخرى منه فقدتُ على إثرها وعيي ، وكان الرجل خفيف الدم يسمع هذا الكلام ويكتم الضحكَ لكنه بعد أن سمع الكلمات الأخيرة انفجرت منه ضحكةٌ عاليةٌ جدًا جعلت كل الحاضرينَ ينظرون إليه في اندهاش واستغراب ، لكنه لم يعتر بل سأل صاحب المشكلة بعد أن هدأ قائلًا له : ومذا تريد الآن ؟ قال أريد أن يدفع هذا الرجل لي تعويضًا عم حدث فقد أنفقتُ كل ما عندي من مال على علاجي وعلى عمليات التجميل لكي يصبح وجهي غير مشوه .
فقال الرجل خفيف الظل : أيها الناصح الداعي إلى الخير إن مثل هذا الرجل ممن غضب الله عليه وعلى زوجته ولو كان الله راضٍ عنهما لأصلح حالهما ولستر الله زوجته لكنهما مختومٌ على قلبيهما. وكان يجب عليكَ أن تفهم ذلكَ حتى لا تقع في مثل هذه المشاكل ، فبإرادتك هداية من غضب الله عليهم أضعت وقتك وفاتتك صلاتك وأوذيتَ في جسدكَ وفقدت مالكَ وأضحكتني عليكَ ولن تستعيدَ أيًّ مما فقد الوقت والصلاة والماء وغيره .
هنا ضحك كل الجالسون وقالوا: نعم صدقت فلن يستطيع أحد أن يهدي من لم يستره الله لأنه لم يرد الستر لنفسهِ .
بقلمي / أحمد عبد المجيد
التسميات: قصة قصيرة
<< الصفحة الرئيسية