السبت، 12 مارس 2016

صاحب المصنع والمدير..بقلمي / أحمد عبد المجيد

صاحب المصنع والمدير
كان يمتلك مصنعًا لإنتاج الثلاجات ، لكنه في هذه الفترة الأخيرة كان يكره أن يبيع الثلاجات ؛ لأن المسؤول عن قسم التسويق أحمق كصاحب المصنع ، فقد أعطى صاحب المصنع لمدير التسويق توكيلًا يجعل لهذا المدير الحق في بيع الثلاجات فعندما يتم توقيع الإتفاقية ويتم تحرير العقود وتوثيقها لايحق لصاحب المصنع أن يمنع البيع .
وقد فعل صاحب المصنع هذا الشيء ليشجع هذا المدير على تسويق المنتج بدرجة كبيرة جدًا .
لكن هذا المدير الأحمق كان ينظر في قائمة الأسعار فيكتب ثمن التكلفةبدلًامن سعر البيع للعملاء ، وكان يعطيه للعميل فيقول له هذا سعر مناسب لكن أنا سآخذ منك كميات كبيرة لذا فنرجوا منك أن تخفض السعرحتى نتمكن من البيع .
فيوافق هذا الأحمق ويتم عمل الصفقة وتوثيقها ، فيتصل بصاحب المصنع ويقول له لقد حررت عقدًا بألف ثلاجة لأحد العملاء فيبتسم صاحب المصنع ويقول له نعم نعم ولكن اجتهد أكثر وأكثر ليتم بيع المنتج كله . فيرد المدير ويقول أعدك أن أبيع المنتج كله اليوم . ويتجه المدير إلى عميل آخر وتتم عملية البيع ، وهنا يدخل أحد العمال ويقول له سيدي لقد أخذ المدير ثمن التكلفة بدلًا من ثمن البيع ، وهنا تقع هذه الكلمات عليه كالصاعقة التي أفقدته عقله ، ومما زاد حاله سوءًا أن المدير قد اتصل عليه قائلًا لقد اتفقت مع ثلاثة عملاء كل عميل يريد ثلاثة آلاف ثلاجة ولم أتركهم حتى تم توثيق العقود بيننا ، ولكَ عندي خبر سار جدًا لقد وجدتُ أحد العملاء يبدو عليه أنه مغفل فقد اتفق معي علي مليون ثلاجة مقابل أن يتم خصم عشر جنيهاتٍ على كل ثلاجة ولم أتركه حتى وقع معي العقد وتم توثيقه وتم وضع شرط جزائي مليار دولار لمن يتراجع عما تم الاتفاق عليه في هذا العقد ألو ألو ألو أين ذهبت ياسيدي لم أخبرك بباقي الصفقات ألو ألو ألو يبدو أنه قد صدم من الفرحة ، فالحمد لله أني وفيت بكلامي وبعت له كل الثلاجات . سأذهب الآن وأخبره الخبر الأكثر سرورًا .
يذهب المدير إلى المصنع ويرى صاحب المصنع وقد أصيب بصدمة عصبية وشلل كلي وأصبح لا يقدر حتى على الكلام فيقول له نعم يا سيدي يبدو أن الفرحة قد أثرت عليك لكن ليس لهذه الدرجة هل يعقل أن يجعلك المال الذي ستربحه من هذه الصفقات هكذا هنا يصدر صاحب المصنع زمجرةً أو صوتًا غير مفهوم فيرد المدير قائلًا : نعم ياسيدي هذا الصوت دليلٌ على سعادتك فاسعد وافرح كما تشاء لكني لا أعلم كيف سيكون حالك عندما تعلم بما فعتله مع العملاء ،وهنا يصدر صاحب المصنع نفس الصوت لكن بدرجة أكبر فيقول له المدير هذا حقك وخذ مني هذا الخبر أيضًا لقد كتبتُ في العقد أننا سنورد لكل عميل هذا العدد من الثلاجات مع الزيادة لا النقصان حتى وإن لم يكن العميل في حاجة لهذه الثلاجات شهريًا
وهنا ينطق المدير بقوة قائلًا : آآآآآآآآه وبعدها لم يتحرك وإذا من قوة هذه الكلمة أنها أحضرت الطبيب مسرعًا إلى غرفته ليرى ماسبب توجع هذا المريض وبعد أن فحصه قال للحاضرين البقاء لله
بقلمي / أحمد عبد المجيد

التسميات: