الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

يـا أمـــتي...أحـيى الهـلال



يـا أمـــتي

قسَماً بِربِّ الكونِ أُسقِطَ في يدي
لـمّا نَويتُ هِجـاءَ وَغـدٍ فاسـدِ


مِن أينَ أبـدأُ فالمَواجِعُ زادُنا
وشرابُنا ظُلمٌ وَقَرعُ مَجالِدِ

وَبلادُنا شَقيَتْ بكَـلِّ لَقيطَةٍ
مَلكَتْ رقابَ الناسٍ مُلكَ الخالِدِ

أَجيالُنا شاختْ وماتَ شُيوخُها
ومَليكُنا صَنَمٌ بِوَجـهٍ جـامِدِ

مِن قَبلُ (إبراهيمُ) حطّمَ فأسُهُ
أصنامَهم وَدَعا لـٍربٍّ واحِـدِ

وكذلكَ (الأُمّـيُ) نكّسَ رأسَها
وشدا بأمرِ اللهِ فوقَ مسـاجِدِ

يا سيّـدي... عادوا بأصنامٍ لهمْ
أمَروا العـِبادَ بسجدةٍ للجاحِدِ

وتجَـبّروا وتغَوّلـوا بدمائـنا
وغدتْ بلادُ العُـرْبِ نَهْبَ الحاقِدٍ

حرَقوا جِـنانَ الياسَمينِ وحُسنَها
والكُـلُّ يعرفُ حُـزنَهـا المُتزايـدِ

الموتُ يمشي في ثَراها آمِناً
يَتصَيّدُ الأحـياءَ مثلَ طَـرائـدِ

يا دُرّةَ الأكـوانِ جارَ زَمانُنا
لا بُـدَّ منْ فَـجرٍ جَـديدٍ واعِدِ

لِنُعيدَ للعِرضٍ الذّبيحِ كرامةً
ونعودَ للعهدِ التليدِ الماجدِ

وندُكَّ عَرشَ طُغاتِنا وزَمانِها
ويزولَ عـنّا كلّ عـهدٍ بائـدِ

وتعودَ أطياري بُعَيدَ غيابِها
تشدو على الأغصانِ لحنَ العائد

يا أمَّـةً فُجِعَ الفؤادُ بِجُرحِها
وجَرتْ دماهُ على شِفاهِ قصائدي

أنـّى توَجّهَ في بلادكِ ردّهُ
طيفُ الـرّدى أو نهشُ كلبٍ شارِدِ

أرضيْ وأُمنعُ منْ دخولِ بُيوتِها
تأوي الوضيعَ وكُلّ فَــظٍّ وافِـدِ

والوَحشُ يَفتِكُ في البلادِ وأهلِها
وكـِلابُنا تلـهو بِلعقِ موائدِ

فالقدسُ تُترَكُ لِليهودِ وغدرِهمْ
تَغدو شِـعاراً عندَ كُـلِّ مُـزاوِدِ

والشّامُ تُسبى في النهارِ كَطفلةٍ
فقَدَتْ كِـرامَ الأهـلِ دونَ مُسانِدِ

والـرّافدانِ تَكـدّرا وتَخضّبـا
منْ نازِلاتٍ أُتْبِـعتْ بِروافِـدِ

أوْ بالخليجِ تلاطمتْ أمواجُهُ
إِذْ مَـرَّ شيطانٌ بثوبِ الـزّاهِدِ

(بَلقيسُ) تنأى عن بلادٍ هَـدّها
كُـلُّ الفسادِ بِرايةٍ منْ كائدٍ

في كلِّ بيتٍ منْ بَيوتِ قبيلتي
نارٌ تَشُبُّ بِفعلِ تَيْـسٍ كـاسـدِ

والـحُـرُّ يصرخُ من صميمِ فؤادهِ
يـا أُمّـتي عودي لِمـجدٍ تـالِـدِ

#يحـيى الهـلال

التسميات: