قـصـيـدةٌ ثـائـرة...مــرعــي مــحــمــد بـــكــر فـــتــى قـــلـــمــون ابــــن جــيــرود
قـصـيـدةٌ ثـائـرة
هذي الحقيقةُ في السُّطورِ سَتُنشَرُ
بـحـنـاجـرِ الأقـوامِ حـقٌّ يَـجـهَـرُ
رَقَصَتْ على كَلماتِ حـزني آهـةٌ
بينَ الحروفِ عـذابُها يـَتـَسـَطـَّرُ
حـُلْمٌ و مَجْدٌ يشتكونَ أُنـاسَـهـم
صَرَخَاتُهم من صـوتِهم تـَتَـضَرَّرُ
حـُلْمُ الخلائقِ فـي الثَّرى حـرّيةٌ
حِصْنُ السّيادةِ و الحِمى يَتَسَعَّرُ
كـلُّ الـمدامعِ تكتوي بـفراقـِها
مـِنْ أجـلِ لُقياها قلـوبٌ تُفـطَرُ
مَـجـْدُ الحرائرِ لا محالـةَ قـادمٌ
و النَّاسُ عـاشقةٌ إلـيهِ تُسافـرُ
في ليلةٍ نَشَرَتْ برودةَ ظـُلمـِها
تُرمَى السّيوفُ على الرّقابِ وتَبتِرُ
عَبَرَاتُنا فـي المجدِ تَحمِلُ حلمَنا
نـاسٌ تعيشُ عـزيزةً تَـتَـصَـدَّرُ
أسـرارُ أكتبُها و أفضحُ صحبـَها
هذي الخفايا في الأوامرِ تُطمَرُ
سُلِبَتْ حقوقي في معاقلِ أمَّةٍ
و القَيدُ في يَـدِنا يَحِزُّ و يَـحفِرُ
كانتْ حـياةُ ضـياعِنا كـحظـيرةٍ
فيها البعيرُ تسيرُ ، لا تـَتَـعَـفَّرُ
نحنُ الفريسةُ في مخالبِ جهلِنا
ومـَخاوِفٌ فينا تَسـودُ و تُـنكَـرُ
كَيفَ المنابـرُ للحـقوقِ جـريئةٌ؟
إنَّ العدالةَ في الورى تَـتَحَـسَّرُ
خُطَبُ المساجدِ مـا لها محدودةٌ
و شيوخُ قومي ما تزالُ و تُجبَرُ
كـَذِبٌ و تعتيمُ الـهدى بـِعـداوةٍ
و مظالمٌ سادتْ ، متى تَـتَـغـَيَّر
و حقائـقٌ طُمِسَتْ فأيـنَ مباحثٌ
تلكَ الصّراحةُ أصبحتْ تـَتـَكَـفَّـرُ
صُنِعَتْ بطولـةُ أمـَّتي بـهوانِـها
و على مـَذَلَّـتِها تَطيبُ و تَصـبِرُ
عِشنا الضَّغينةَ في مهادفِ سادةٍ
تـلكَ المطامحُ كالقمامـةِ تُـحقـَرُ
خَلفَ الكواليسِ الأذى مُسـتعظَمٌ
بقناعِ خيرٍ في الورى يَـتَـسَـتـَّرُ
يـا سـيّدَ الغاباتِ أنـتَ مـخـادعٌ
فـي لبوةٍ شَرَفُ الطّعامِ تُـحَضِّرُ
مـِنْ أجـلِ أربعةٍ تـُباعُ ضـمائـرٌ
هل صارَ مرتكبُ الجريمةِ يُشكَرُ
نَـثَرَ الرَّمادَ على العيونِ أصابَها
يعمي النَّواظرَ و البصيرةُ أبصرُ
هـذا الكـلامُ إليكَ فيهِ خـطـورةٌ
والنَّشرُ في الصُّحفِ الكثيرةِ أخطرُ
شُرِبَتْ كؤوسُ دمائِنا في سهرةٍ
و الليلُ يـشهدُ ما كـأنَّـهُ أكـبـرُ
يـا أمَّـةَ الأحـلامِ أنـتِ حـقـيـرةٌ
تـبـَّاً لـهـا مِـنْ أمــَّةٍ تـَتَـخـَدَّرُ
أيـنَ الكرامةُ فـي محافـلِ ذلَّـةٍ
و تـسـاقـطُ الأراوحِ لا يـَتَـقَـدَّرُ
لا تنظرونَ إلـى قـذائفِ أهلِـكم
و ديارُنا فـوقَ الـرّؤوسِ تُـدَمَّـرُ
يـا أمـَّةً فُـضَّـتْ بكارةُ مـجـدِها
مـا للعروسةِ بـابـُها يَـتـَكـَسـَّرُ
كـانتْ زرافـتُنا تـُقـَطِّـفُ وردها
ذئـبٌ بمـخدعـِها يَـئنُّ و يَـزفِـرُ
فـمتى نعودُ إلـى سيادةِ مجدِنا
و متى ضياءُ الفخرِ فينا يُحصَـرُ
إنَّ القلادةَ فـي الصّدورِ سعادةٌ
للقاءِ مـَنْ نهوى نعيشُ و نَسهرُ
أمـجادُنا جاءتْ تُعـيدُ وضـوءَهـا
و مِـن مساوئِ ذنبـِها تَـتَـطـَهَّرُ
يـا لائمي عندَ الوصولُ لمـجدِنا
ارمِ العتابَ على العتابِ سَتُعذَرُ
تدنو المسامعُ نحوَ فرحةِ حلمِنا
و هـناكَ أجـيالٌ مَشتْ تـَتـَنـَوَّرُ
مهلاً عَليَّ أنـا نداءٌ فـي الضُّحى
لـبدايـةِ المشوارِ هـذي الأزهُـرُ
إنَّ الحياةَ كـريمةٌ فـي صـدقِـها
و حـدائـقُ الإيمانِ فيـنا تـُثـمِـرُ
يـا مَنْ يسيرُ إلى العـلاءِ بسيفِهِ
كُنْ في صفاتِكَ كالعبيرِ يـُعـَطـِّرُ
تُنسى المليحةُ فـي نهايةِ فعلِها
كـلُّ المكارمِ في المجالسِ تُذكَرُ
ازرعْ بذورَ الخيرِ في أرضِ الورى
عطرُ المحاسنِ إذ يفوحُ سيُـنـثَـرُ
شَرَفُ الرّجولةِ في مَحكِّ مصائبٍ
و إذا تواسي في المصيبةِ تَخسَرُ
مـا كلُّ مـَنْ فَعلَ المليحةَ خـَيِّـرٌ
لـيسَ البراءةُ في عيونٍ تـَنـظـُرُ
كـلُّ الأفاعي بالـزُّعافِ مُـخيفةٌ
في الغدرِ حكمةُ عمرِها تَتَصَوَّرُ
هـذي القصيدةُ مِـنْ نذالةِ أمَّتي
عشنا الحياةَ عقيمةً نَـتَـقَـهـقـَرُ
إنَّ السّعادةَ فـي الفؤادِ سَكينَـةٌ
حافظْ عليها فالحياةُ سَـتُـحـقَـرُ
مجدٌ شكى حلمٌ أبـى لِـتَـحَـقُـّقٍ
إنَّ السَّلامةَ فـي الرَّدى تَـتَـأَثَّـرُ
مــرعــي مــحــمــد بـــكــر
فـــتــى قـــلـــمــون
ابــــن جــيــرود
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية