ريشة القدر..فتحية الذويبي
ماذا رَسمْتِ لِي يَا رِيشَةَ الأَقدَارِ في لَوْحَتي
دَعِيني أتَأَمَّلهَا بِتَريُّثٍ فَهَل أَسْتَطِيعُ فَكَّ طَلاَسِمِهَا بِمَقدِرَتِي
ألوَانُهَا مُتَدَاخِلَة فِى بَعْضِهَا كأَنَّهَا الشَّرَايين فِى الجَسَدِ
فَكَيفَ سَيُفَكُّ لَونُُ مِنْ لَوْن وَيَتّضِحُ أَيَاَعَجَبِي
إِنَّ لِلأَيَّامِ دَفَاتِرهَا فَمِنهُم مَنْ تَمَرّدَت عَليّ وَأَحسَنَت تَمَرُّدَهَا
وَطَوَّقَتْنِي بِطَوْقٍ مِنَ الأَحزَانِ أَكَادُ أن أُصبِحَ مِنَ الْعَدَم
تَوَارَايتُ وَرَاءَ أَلْف جِدَارا وَجِدَار مِنَ الَّصَّبرِ
وَتٌجَمَّلْتُ بِهِ وَسِرتُ فِى دُرُوبِ الْصّابِرِنَ بِلاَ نَدَم
تَنَاغَمَ لٌوْنُ السَّمٌاءِ بِلَوْنِ البَحرِ فَكوّنَا مُوسِيقَى مِنَ فُتَاتِ العُمر
رَقَصَت عَلَيْهَا أَلْوَانُ لَوْحَتِي حَتَّى لاَمَسَت أَطرَافَ القَمَرِ
تَربّعَت هُنَاك مَعَ مَراكِب المَجرَّات مُسْتَأْنِسُة بِالّنّجم
وَأُخرَى عَانَقَتهَا الشَّمّس فِى عَلْيَائِها بِبَرِيقٍ عَمَّ الكَوْن كَاللَّهَب
وَلَيْلُهَا تَتَمَرجَحُ فِيه النَّسَائِم وَالأشواق تُغَنِّي لَهُ لَحنَ السَّحَرِ سَكَبتُ فِى لَونِ البَنَفسَجِ عِطًرُ الْيَاسَمِين مَعَ
عَبَقَ الزُّهُورِ مَمْزُوجًا بروح العَنبَرِ وَالمِسْكِ
وَتَصَالَحتُ مَعَ أَيَّامِي وَصَالَحَتنِي وَبُحتُ لَهَا بِمَا فِى خَاطِرِي
وعَانَقَتنِي وَعَانَقتُهَا وَتَوَّجَتنِي بِتَاجِ الرّضَى والحُبّ.
فتحية الذويبي
25/01/2022
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية