فطام.. مصطفى نمر
- فطـــــــــــــــــــام
- تولد فى الحياه مرة وتموت الف مرة
- رن هاتفه بعد الساعة الثانية عشر صباحا كما تعود ...جائه صوتها وكأنها تهرب من مجهول...
- لم تمنحه فرصة للكلام ... كل ما يتذكره ... وداع ...فراق...حد تانى....لم يهتم بما سيقال بعد .
- رد عليها طالبا لقاء اخير ؟ وافقت... وتعجب!!!
- اغلق سماعة الهاتف ...وضبط المنبه على الموعد ... ونام بعمق لم يناله منذ فتره عندما بدأت تراوده الشكوك.
-رن صوت المنبه... استيقظ... استعاد وعيه فجأه متذكرا كل التفاصيل حتى ادقها وامتلأ داخله بذكريات حتى فاضت خارجه كطوفان فى مجرى ضيق ... استجمع نفسه مقاوما السيل المنساب داخله ويغمره كالبحر... نجح بعد مقاومه عنيفة فى الخروج من الدوامة... ظانا انه اقوى...ويستطيع الصمود.
- انه محاصر بهداياها وصورها تملأ المكان من حوله، لمساتها وترتيب اثاث غرفته وستائر الحوائط وكل شئ باختيارها ،نعم سلمها كل شئ حتى ذاته.
- قرر ان يكون فى كامل هيئته واناقته .
- ارتدى القميص الاسود والبنطال الاسود والحذاء الاسود والساعه السوداء والنظاره السوداء ووضع الجراب الاسود لهاتفه.
-تحرك فى الشارع بثبات ورهبه واحتراما للحب المقتول الذى سيشيع جثمانه بعد قليل، فهو ميت يحمل ميت بداخله.
- دخل الى المكان الذى تعودا اللقاء فيه ، ولأول مره يدرك الالوان على حقيقتها انها الابيض والاسود فقط ... تساءل اين بقيه الالوان ؟...لم يجبة احد... وادرك انها خدعة اخيرا
- خجلت الاشجار بأوراقها الرمادية واشاحت وجهها عنه ، بكت السماء بالامطار واخذت تواسيه بدموعها لتستعطف حدقه عينه ليبكى ولكنها ابت ، تألم الطريق من سير خطواته عليه يريد ان يطول ويبعده عنها، اختفت الناس تماما ولم يبق فى الكون إلاه وهى .
- جاءت اليه جلست بجانبه قالت ... الزمن...الغصب...حد تانى ... رنت الكلمه بداخله لتكرارها.
- مدت يدها اليه ومد يده اليها احتضنت يده واحتضن يدها ، ودفن الحب فى تربه قلبه.
- رحلت...........
-اخيرا نزلت الدموع ساخنة منحدره على وجهه تعلن تحررها من وهم قوتة انه ضعيف ويحتاج اليها
- جرح غائر فى ذاته لم يعد هو انه شخص اخر.
- بدا يشعر بجوع المشاعر التى كان يأتى منها ...
-عليه ان يواجه الفطام كرجل .
-عرف معنى الفطام اخيرا كرجل وليس طفلا فى حضن امه وما اقساه .
- انه جوع لشئ لن يشبع ابدا ، مهما أكل وشرب.
تمت
#مصطفى_نمر
<< الصفحة الرئيسية