الثلاثاء، 11 يوليو 2023

لولاك حبيبي.. د. أسامة مصاروه

لولاكَ حبيبي

حبيبي أنا دومًا بنبلٍ أُسامِحُ
على الرُغْمِ من أنّي بِجدٍ أُكافحُ
ولكنْ يَظُنُّ الناسُ أَنّي أُمازِحُ
لأنّي بِطبْعي يا حبيبي أُصالِحُ

فإنْ لمْ أسامحْ أوْ أُصالِحْ تَمُتْ نفسي
يَمُتْ كلُّ ما في القلبِ مِنْ نِعْمةِ الحِسِّ
  فإحْساسُنا بالحُبِّ والوُدِّ كالشمسِ
يُحرِّرُنا من ظُلمَةِ الروحِ والغَبْسِ

فإذا عِشْتُ في الدُنيا مُسالِما
ولا أرْتَضي للنفْسِ إلّا مَكارِما
فما زِلْتُ حُرًا شامخًا ومُقاوِما
لِمنْ أعملوا فينا مِرارًا جرائِما

حبيبي أنا رُغمَ المعاناةِ صابِرُ
فَحُبُّكَ نورٌ بِالمودّةِ زاخِرُ
وقلبي بِفضلٍ مِنكَ للحبِّ باذِرُ
ومنْ أجلِ شعبي والعُروبةِ ثائرُ

فمُغْتّصِبو الأوطانِ شرٌّ أيا قومُ
وَمِنْ سالفِ الأزمانِ كانوا هُمُ الْخَصْمُ
فلا الحقُّ يَعْنيهمْ بشيءٍ ولا السِلْمُ
ونحنُ نَعي ما يمْكُرونَ ونكْتُمُ

يُصبِّرُني يا نورَ عيني غرامُنا
ويشْحَنُني بالعزْمِ أيضًا هُيامُنا
فَتخْبو جراحاتي وَيفنى انْهِزامُنا
أمامَ عَدوٍّ قدْ شجاهُ انْقِسامُنا

حبيبي مِنَ الرحمنِ جئْتَ لأسْعدا
ولا يُخْلِفُ الرحمنُ للناسِ موْعِدا
لقدْ جئْتَني حتى أُقاوِمَ مُفسِدا
زعيمًا عميلًا للأعادي مُؤَيِّدا

حبيبي غريبٌ أمرُ حكامِ أُمَّتي
يُحبُّهُمُ الأعداءُ دونَ كرامةِ
يُحبُّونَهمْ أيضًا بدونِ شهامةِ
وما هُوَ أنكى دونَ أيّةِ ذمَّةِ

حبيبي سياساتٌ تُفرِّقُ شملَنا
كما هجّرَ الأعداءُ مِنْ قبلُ أهلَنا
ولكنْ بِإحساسي أرى أنَّ وصْلنا
قريبٌ برُغمِ الحِقْدِ والكُرْهِ حولَنا

حبيبي دمي ارَضَ العُروبةِ قدْ روى
فهذا أخي قدْ ضلَّ ذلكَ قدْ غوى
ولولاكَ ما قلبي تَحدّى ولا استَوى
وما صِرْتُ حُرًا أوْ صَبَرْتُ على الطوى
د. أسامه مصاروه

التسميات: