مرآتي.. معروف صلاح أحمد
( مِرآتِي )
وقفتُ الحِينَ أمامَ مِرآتي
و( غَزَّة ) مِرآة فُؤادِي العاكسَة
أتاملُ عاجزّا مَلامحِي النًَاقِصَة
وقصفَ مَرمَى حَياتِك البَاقِية
تغيَّرت الصفُوفُ الأماميَّةُ
مَا عَادَ لنا التفَافِ
مَا عادَ لنَا اصطِفَافُ
مَا عَادَ لنا رائحٌ أو بَادٍ
تغيَّرَِ الزَّمَانُ النَّبِيلُ الجرَّافُ للغازِي
لَمَسَةُ بَشرَتَكِ النَّاعِمَةِ
يَا فِلسطِينُ عُمرٌ ثَانِ
صَارت تجرِي بالدمَاءِ البَاسِلَة
بينَ القَواقعِ والجَمَاجِمِ
والمَحَارِ والأصدَافِ التَّاليَة
و( غزةُ ) مُرتَجِفةٌ بِأنَامِلِ اليقين
تَحارُ فيكِ وقفةُ الحَنينِ
أمامَ مِرآتي الشَّرخُ يزيد
تَحُورُ بِالكفَافِ
ويمورُ بِالجَفَافِ قَتِيل
الأطفالُ يَحمِلُونَ حِجَارةّ مِن سِجِّيل
بعضُ الشِّطُوطِ جَفَّت من عُيُوني
الخطوطُ الحمراءُ دَاهَمَت جُفُونك
بَدَت مُتعَبَةَ السَّوَاجِي والرمُوش
الرشَّاشَاتُ تقذفُكِ في استحَالة
والدباباتُ ترعبكِ في عُجَالة
والمُصفَّحَاتُ تَرغَبُكِ فِي استِطَاعَة
بَدأ العدُّ العكسِي
وبَدَت نفسي بَعِيدةً كَالسَّاقِيَة
غطيتُ وجهِي الإليفَ إليمًا فِي الزَّاوِيَة
لم أعلم أذلكَ حُلمُ العُمرِ الرخِيص ؟
كنتُ أصرخُ في الضرِيح
والصوتُ يعلُو فوقَ المئذنة
قتلَانَا في الجنةِ الحُورُِ العِين
وقتلاكم في جَحِيمِ النارِ مُوبَخِين
يا ( غَزةُُ ) مرَّت الشهورُ قاتمَة
و ( عزةٌ ) فوقَ سَرِيري جُثةٌ هامِدَة
لا أدري ما يجولُ حَولِي وبخَاطِرِي
مِن تحتِ الركامِ غَيري
يَرنُّ هَاتِفُهُ وهَاتِفِي
لم أسمَع سِوَى زمجَرَةُ الطائرَات وتصفيقَ مُجززرَاتِ الضوَاريخِ الحَاد
والجمِيعُ يهتفُ مَاتَ مَن فِي البِنَاية
ماتَ شاعرُ الفردوسِ العَلَامة
ميتةً مُزريَةً ومُذهِلَة
نظرت حَولي باستِقطابٍ
فقدتُ مَن حَولِي بِِاستغرَاب
هل أنَا في النَّارِ أهوِي وأَهذِي
فتحتُ بُؤبؤَ عَينِي رِدحًا ومَليًّا
أبصرتُ أشبَاهَ وجُوهٍ مُعتِمَة
تعجُّ بِالقِيحِ وتَشيحُ للسَّمَاء
تَشحُّ ضَجًّا بِالبقَاء
نظرَاتُ التبَرُّمِ والضيقِ والامتعَاض تُلاحقُنِي فتشيخُ مَشَاعِري ألفَ عامٍ
لم أعلم مَاذَا حَدثَ فِي أغتِمَام
أفيضَان أتَى مِن وابلِ الرَّصَاص ؟؟
أمدفعيةُ طيرانٍ تجوثُ بينَ الديَار ؟؟
متكَوِّمٌ أنَا تَحتَ الأنقاضِ فِي نَاحِيَة
أتسَاءَلُ هل زَوَايَا العُمرِ باقيَة؟؟
.............. .............. .............
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.
التسميات: وطني
<< الصفحة الرئيسية