على. محمد رسول الله.. المبدع د. محفوظ فرج المدلل
على محمد صلى الله
————————-
قالتْ : أراكَ تغضُّ الطرفَ من زمنٍ
عَنّي ولستَ كما قد كنتَ تعشقُني
صددتَ لكنْ صدود لستَ تُظهِرُهُ
وَعَنهُ قلبكَ أنبَأني فأتعبني
وكنتُ أنظرُ في عينيكَ من ولَهٍ
محضُ الحنانِ بها كمْ ظلَّ يدهشُني
واليومَ جفَّ بها ما كنتُ آلفُهُ
ولم تعدْ سَوْرَةٌ للعشقِ تؤنسُني
فقلتُ : لا تعذليني أنتِ فاتني
من النساءِ وحبٌّ باتَ يلهِمُني
قد احتوانيَ كلّي في محبَّتِهِ
والشوقُ نحوَ مَغانيهِ يؤَرِّقُني
نسيتُ كلَّ الدنا إلّا مواصلتي
لأرضِ طيبةَ فيها صارَ مُرْتَهَني
مُذْ زرتُ مسجدَ طه قدْ تركتُ بهِ
هناكَ قلبي وظلَّ الشوقُ يسبقُني
طغى على كل شوقٍ كانَ لي وطرٌ
فيهِ وأغنى لباناتي بهِ شجنِي
أسَبِّحُ اللهَ في حِلّي وَمُرتَحلي
فذِكرُهُ في معاناتي يُطَمْئِنُني
أدعوهُ: صلِّ على الهادي البشيرِ لنا
مُشَفَّعٌ شافعٌ في ساعةِ المحنٍ
الروحُ تسألُ: لِمْ لَمْ تتخذْ وطناً
أرضَ المدينةِ حتى لا تُكَلِّفُني
فقلتُ : لاحيلةٌ إلّا البقاءُ هنا
كُفِّي الملامَ فرَبِّي اختارَ لي وطني
لكنْ كلانا سنبقى عالقينِ هوىً
بمسجدِ المصطفى في السرِّ والعلنِ
يظلُّ جسرٌ من التخييلِ ينقلُني
إلى مشاهدَ فيها جنةُ العدنِ
فقد تراني حيناً خلفهُ كَلِفاً
ببابِ جبريل ما ألقاهُ يسعدُني
وكلَّما سرتُ قُدّامي يباغِتُني
من العبيرِ زكيُّ الطيبِ يُدهِشُني
وبين دمعةِ حزنٍ أو دموعِ هَنَاً
أجري يميناً وأمضي خارجَ السكنِ
وفي الرحابِ أصلّي كلَّ آونةٍ
على الرسولِ من الأوهامِ تُبْرِئُني
وحينَ درتُ على بابِ السلامِ بَدا
لي البهاءُ بمعناهُ فأذهلني
فيه الطريقُ إلى بابِ البقيعِ يُرى
في الخطوِ أن جنودَ اللهِ تحمِلُني
على محمد صلى اللهُ ما انفتحتْ
أكمام ورد وذاع العطر من فنن
وآلِهِ الطيبينَ الطاهرينَ فهمْ
للهدي خيرُ الورى بالآيِ والسننِ
على الصحابةِ خاضوا كلَّ معضلةٍ
فهمْ دروعٌ لدينِ الحقِّ في الإحنِ
د. محفوظ فرج المدلل
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية