يامنية الروح.. ابراهيم محمد عبده دادية
. ( يا مُنيَةَ الرُّوحْ )
شعر/
ابراهيم محمد عبده داديه
~~~~~~~~~~~~~~~~
بدرٌ تلألأَ في العلياءِ مُزدَانا
يُشِعُّ بالحُسنِ خلاباً و فتَّانا
يا مُنيةَ القلبِ قد أسعَدت أفئِدةً
قضَت مع الهمِّ والأَهاتِ أزمَانا
أضئت في الرُّوحِ نوراً بعدَما انطفأت
فيه الأمانِي وخارَت مِنه أركَانا
غدَى الفؤادُ برغمِ القهرِ مبتسماً
مِن بعد ان عاشَ أوهاماً وأحزَانا
قد أَصبَح اليومَ في دُنياك مبتهجاً
واشرَق الوجْدُ من نَجواكِ فرحَانا
فيضُ المشاعرِ في ذكراك مُشرقة
مع اﻷَحاسِيس صارَ الأُنسُ مرعَانا
وصوتُك العذبُ غنَّى للدُّنا شجَناً
فأطرَب القلبَ والوجدانَ ألحَانا
فأينعَ العمرُ بالآمالِ وانبَعثتْ
فينا الآمانِي مع الأحلام تَرعانا
واضحَتِ الرُّوح فِي العلياء طائرةً
فوقَ السماءِ ونجمُ الحُب مرسَانا
وغرَّد الطيرُ عشقاً للمُنَى فرحاً
والوردُ والفلُّ زفَّ الشَّوقَ ألوانا
وباتَ قلبِي أسِيرَ الحُب مُنشغِلاً
بين الخيالِ غدَى في العشقِ وَلهَانا
أضَئت شَمسِي وأَعطَيت الحياةَ رَجا
ورُوحك الطاهِر الرَّقرَاق سَلوَانا
يا ليلُ أهوَى حبيباً عشتُ أَنشُدُه
مُنذ الصِّبا في فَيافِي العُمر إحسَانا
قد لاحَ بالنُّور حتَّى مُنتهَى أُفُقِى
وما استَطاعَت بُلوغَ اﻷُفقِ مُنيانا
أُسامِرُ اللَّيلَ والعينانِ ما هجَعت
والرُّوحُ ترقبُ حُسن الكونِ إيمَانا
وأُسَائِلُ النَّجمَ والأَفلاَكَ فِي ولهٍ
هل ياتُُرى البدر مِثلي تاهَ حيرَانا
بينِي وبينَك يا قلبِي ويا كبِدي
بُعدُ المسافاتِ حالَت دون لُقيانا
عزَّ اللقا وغَدى في دربِنا حُجُباً
والبينُ أذكَى بنارٍ جورَ شكوَانا
يا ليلُ قُل لِي متى اللُّقيا ستجمعُنا
الى متى سيظلُّ القلبُ هيمَانا !
يحيا الفؤادُ مع الأشجان مُغترباً
إِن لم يكُن لِرفيقِ الرُّوحِ عُنوانا
قد كنتُ آمُلُ ان ألقاهُ في فرحٍ
في جنَّةِ الحُب والخلاَّن مَحيانا
لكِنَّه البَينُ والأهَات قد نكئَت
فينا الجِراح فضيَّعنَاهُ مرسَانا
جادَ الزَّمانُ بدربٍ لستُ ابلغُه
مهما فُؤادِي الى لُقياهُ ظمآنا
لأَن مِثلِي كتُومٌ للهوَى خجلٌ
مهما الحنِينُ ونارُ الشَّوق تغشَانا
سأكتُمُ الحبَّ في قلبِي وأَدفنُهُ
سراً وان كانَ في الوجدانِ ما كَانا
ان أضرَم الشَّوق فينا كل جارحةٍ
معاً سنمضِى بهذِي الدَّار إخوانا
كم من حبيبٍ له اﻷَيامُ ما ابتسَمت
رهفُ المشاعِر تسقِى الوجدَ نِيرانا
فإن مضَى الدَّهرُ لم القاكَ يا عُمُرى
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية