تلاقي الأرواح. الشاعر.د. الشريف حسن ذياب
تلاقي الأرواح:
في حضرة هذا الجمال الساحر،
أجنحة الحروف تنشد أروع المعاني.
تتلألأ عيناك في بحر من الحيرة،
وتتساقط الكلمات كأوراق خريف.
كم من مرة حاولت وصف تلك الحسناء،
لكن اللسان يعجز عن النطق بحروفها.
في محياها، تغار الفراشات والطيور،
وتبحث السماء عن توأم ذلك القمر.
أمام هذا الجمال الأخاذ،
تتوه الأفكار، وتتعثر الخواطر.
ما بين الشوق واللهفة،
تتصارع الكلمات على أوراقك.
تنهش نار الأشواق حبرك المنسكب،
لتخط أجمل الألحان في مدائحها.
لا حيلة لك في مواجهة هذا الإنتظار،
فهي النبض الذي يسري في أوردتك.
يا صاحب القلب المثقل بالحنين،
اسمح للشعر بأن ينطق عما تكنه.
فالقلم لا يفي بوصف جمالها،
والشعور لا يحده وصف أو تقرير.
لحظة اللقاء، تتوقف الأنفاس،
وتتسارع الخطوات نحو الحبيب.
في عينيه، تلمع دموع الشوق،
وعلى شفتيه، ابتسامة الغبطة.
تتشابك الأيادي بحنان وحرارة،
وتتلاقى الأنفاس في قبلة عاشقة.
تتوارى الدنيا بكل متاعبها،
ويسود الكون إحساس بالطمأنينة.
في تلك اللحظات، لا وجود إلا للاثنين،
وتنصهر الأرواح في بوتقة الحب.
تتلاشى الحواجز والحدود،
ويسود الكمال والسعادة المطلقة.
وتبقى تلك اللحظات خالدة
في الذاكرة،
تُحيي الأشواق وتغذي الخيال.
هي لحظات الغيب التي لا تُنسى،
وتبقى منارة للأحلام والآمال.
في عناق أبدي، تتلاقى الأرواح،
وتنسجم الأنفاس في نغمة واحدة.
تتداعى الحواجز والأسوار المرفوعة،
ويسود الكمال والسعادة المطلقة.
تمتزج الدموع بالابتسامات الباسمة،
وتتلاشى الأحزان في بوتقة الحب.
تترنح الخطوات في سكرة اللقاء،
وتشتعل الأحاسيس بنار الشوق المتأجج.
ينسى العاشقان الزمان والمكان،
ويغيبان في عالم من الخيال والحلم.
كأنهما يطوفان في جنة خضراء،
يحلقان في سماء الحب المُبهجة.
لا وجود سوى للحظة الراهنة،
فالماضي والمستقبل قد تلاشيا.
والكون بأسره قد انصهر في بوتقة واحدة،
وصار كل شيء جزءًا من هذا اللقاء العاشق.
د. الشريف حسن ذياب الخطيب
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية