الأربعاء، 14 أغسطس 2024

سأجول في أعماق نفسي. إبداع. فدوى فراشة

سأجول في أعماق نفسي و أغوص في أغوار محيطاتها العميقة ، ممتطية غواصة قلبي الذي يدق دقات متتالية متسارعة ، و استرجع معها ذكريات نقشت بلحظات من فرح أحيانا و حزن أحيانا أخرى .
أيها القلب الكامن بين الظلوع ، الخفاق دائما دون توقف يضخ في شراييني الحياة ، فتتبرعم الآمال فيه و الأحلام ، و تزهر مع الأيام فأشعر و كأني طائر جنة يحوم الكرة الأرضية عرضا و طولا .
أيها القلب الوفي لكل ما مر بي ، احتملت افراحي فطرت بي فوق السحاب و عبرت بي الآفاق و أرسيت سفن أحلامي في بر الأمان ، و في أوقات أوجاعي و ألمي اعتصرك الحزن عصرا و مزقك تمزيقا ، و لم تتوقف دقاتك أبدا. 
قلبي أيها الساكن في انت مستودع أسراري و مخزن آلامي و آمالي ، كم عانيت من مشاعر و أحاسيس باءت بالفشل و الانتكاس ، حزنت و تألمت ، لكنك تجاوزت المحن و استطعت التغلب و الاستمرار بدل الانطواء و الهروب إلى الوراء و أوصلتني إلى ضفة النجاة .
أيا قلب أحلم بغد قريب، صبحه مضيء ، و ليله منير ، فالعمر ضاع في الأحلام و الأوهام ، و أنت أيا قلبي المتوجع ، المنتظر المشتاق ، طال انتظارك و ما نلت المطلوب و المرغوب ....
فأنت مثال الصبر و التجلد ، في هذا العالم المتجمد ،رغم كل المعاناة لا زلت تواصل وظيفتك الأبدية لتعطي بدقاتك معنى الحياة .
أيا قلبي استسمحك و أرجو عفوك على كل ما مضى .
و كهذا تعاقبت الأيام و السنون متتالية ، طاوية معها الأفراح و الأحزان و الآلام و المتاعب ، لتصبح مجرد ذكرى تطفو فوق سطح النسيان .
أيا قلبي كم تتجمع الأحداث و تتبعثر على أرضية المعابر ، و تتعقد الأمور و تتشابك فيما بينها و تكبر ، لتبلغ حجم الجبال طولا و ارتفاع أمواج البحر الغاضب ، ثم تهوى من أعلى و تتلاشى كما تتلاشى الأمواج بعد ثورتها و عنفوانها إلى لا شيء و قد تتكسر معها الآمال و الأحلام ....
و يبقى الزمن في الدوران يا قلبي ، و لا شيء يتوقف عند تعثرك أو فشلك ! يا قلبا أثقلته المتاعب .
عفوا عفوا عفوا قلبي ما بيدي كل ما مر عليك و يمر ، فأنت نبض حياتي ،
 أيا قلبا احتويته بين الظلوع و احتواني بحلوي و مري مذ كنت نطفة في رحم أمي إلى لحظتي هذه ،و سيمتد يمدني بسر الحياة حتى لحظة المماة ، و بذلك يكون قد أدى مهمته على أحسن و أكمل وجه . 
بقلمي ، فدوى فراشة

التسميات: