الاثنين، 16 سبتمبر 2024

حكايات رضا.. للأديب. رضا الحسيني

.. .. { حكايات رضا }
        .. كل يوم حكاية .. ( نمرة 1 ) / رضا الحسيني
         لم أكن يوما نمرة 1 ، منذ كنت صغيرا وأنا يشغلني هذا الأمر ، حتى وجودي بين إخوتي ليس نمرة 1 ، في الفصل وأنا بالابتدائي كنت نمرة 3 أو 4 ، لم أستطع التفوق أبدا على زملائي أكثر من ذلك ، كنت أعرف أن التصفيق الحاد دائما مايكون فقط لنمرة 1 رغم مذاكرتي وتأديتي لكل واجباتي ، في النادي لم أكن في نظر مدربي نمرة 1 أبدا رغم أني كنت أفضل من زميلي الأساسي ، كنت دائما الاحتياطي لنمرة 1 ، كبرت وكبر هذا الأمر بداخلي ، ولم أجد نفسي أبدا نمرة 1 لدى أي من رفاقي رغم أمانتي ، وعندما أحببت لم أكن يوما نمرة 1 في قلب أي بنت أعجبتني رغم صدق مشاعري ، وفي عملي كان هناك دائما من يحتل نمرة 1 لدى رئيسنا في العمل رغم اجتهادي ونشاطي ، حتى عندما كنت أحاول ركوب الأتوبيس أو القطار لم أكن أستطيع الركوب قبل الآخرين وأكون نمرة 1 ، كنت أخاف من القفز بداخله مثلهم 
 _ أنت ليه شاغل نفسك يا بني كده بحكاية نمرة 1 دي ؟!
_ نفسي يا أمي أعيش مرة إحساس إني نمرة 1 في شيء ، ناقصني إيه بس !
_ يا بني كل دي أرزاق بيوزعها الرزاق 
مقدرتش أستوعب ماقالته أمي لي ، حتى تزوجت ، وكانت أمنيتي أن أنجب ستة أطفال أيا كان نوعهم ، كنت أحب البنات كما أحب الأولاد ، وكنت أعرف أن أغلب من يتزوجون ينجبون في عامهم الاول من الزواج ، ومر هذا العام الأول ولم أنجب ، وانتظرت أعوام وأعوام ولم أنجب الطفل نمرة1 ، الأول ، وجاءتني أمي بعد وفاتها في المنام :
_ لسه برضو يا بني شاغل نفسك بحكاية نمرة 1 ؟!
_ لسه يا أمي ، واضح إني مش هكون أبدا نمرة1 في أي حاجة 
_ إيه رأيك إنك أول واحد في إخواتك اللي بزوره في المنام من وقت ما اتوفيت !!

التسميات: