الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

في ظلال القهر. الشاعر د. الشريف حسن ذياب

"في ظلال القهر"

في ظلال القهر
ماذا تبقى من الفجر، من أنين
الأمهات الثكالى، من دموع
الأطفال العائدين إلى أحضان
الأرض، التي غمرتها دماء
الشهداء، ومن صرخات
المدن المدمرة، يكتمها الوجع
في صدر كل سجين.
وماذا تبقى من الأمل، من زفرة
تخرج من قلب كل محبٍ،
أو من دعوة أرملة تحتضن
ذكريات زوجٍ غائب، ومن صرخة
المهاجرين، الذين تركوا خلفهم
أحلامًا في وطنٍ قد شاخ.
هنا، في ليل الحروب، حيث
النجوم صامتة، والأرض تئن،
تتلاشى الابتسامات، وتبقى
الأحزان تراقص الأفق، كطيفٍ
مشتت، يصرخ بالحنين.
وماذا تبقى من العمر، سوى دقائق
من صمودٍ فوق ركام
الأحلام، لن نركع، ولن ننجو
ما دام في القلوب عشقٌ
لترابٍ سقطت عليه
أحلام الشهداء.
فدعونا نرفع الصوت، نصرخ
بوجه الظلام، نكتب
تاريخًا جديدًا، نزرع
الأمل في قلوب الأجيال،
ونجعل من الألم، جسرًا
نصل به إلى النور.

وماذا تبقى من الورد، في حدائق
كانت تزهر بالألوان، 
تحكي عن حبٍ لم يكتمل،
أو عن أحلامٍ طواها
الريح، بينما كانت
الأصوات تنادي للسلام
في زمنٍ غاب عنه الأمان.
أيها السائرون في دروب الألم،
احملوا أوجاعنا، وامضوا
خطوةً خطوة، نحو الفجر
الذي لا يزال في الأفق،
فكل صرخةٍ منكم،
هي لحنٌ من لحن الحياة،
يوقظ الأمل في قلوب
من لا يزالون يحلمون.
في كل زفرةٍ، في كل دمعة،
هناك قصة تُروى عن صمودٍ
لم ينكسر، عن عيونٍ
تتطلع إلى السماء،
تبحث عن النور، عن غدٍ
يكون فيه الطفل حرًا
في اللعب، والمرأة
تغني لأرضٍ لا تنسى.
فلنحمل الأمل في قلوبنا،
ولتكن حروفنا سلاحنا،
نكتب بها تاريخًا جديدًا
من الحب، من الإيمان،
حتى يزهر الوطن من جديد،
وتعود الطيور لتغني
فوق الجدران المهدمة،
عن حريةٍ لا تُنسى.

فلنكتب قصائدنا من رماد المعاناة،  
ونرسم بأقلامنا خريطة الأمل،  
فهناك في زوايا المدن،  
تختبئ أحلامٌ لم تُمحَ،  
تنتظر لحظة الانطلاق،  
لتعود الحياة إلى عروق الأرض،  
ويزهر الأمل بين الحقول.
أيها الشهداء،  
أنتم النجوم في سماءنا،  
تضيئون لنا دروب العزيمة،  
فكل دمعةٍ سُفكت،  
تُزرع في تربة الوطن،  
تثمر أبطالاً يقاتلون  
من أجل غدٍ مشرق،  
لا يعرف الخوف.
وماذا تبقى من الذاكرة،  
إن لم تكن قصص البطولة،  
التي تُروى من جيل إلى جيل،  
عن أولئك الذين لم يركعوا،  
ولم يستسلموا للظلام،  
بل جعلوا من كل جرحٍ  
دافعًا للمضي قدمًا،  
نحو شمسٍ جديدة.
فلنغني لأرضنا،  
لأحلامنا،  
لأصواتنا التي لا تموت،  
ولنحافظ على الذاكرة،  
فهي سلاحنا الأقوى،  
في وجه كل من يسعى  
لطمس الهوية،  
وإضعاف الروح.
في ظلال القهر،  
نحيا ونناضل،  
ونؤمن أن الفجر آتٍ،  
وأن الحرية ليست مجرد حلم،  
بل هي حقٌ نطالب به،  
ونجعل منه واقعًا،  
يُكتب في صفحات التاريخ،  
بأحرف من نور.

فلنرفع الأعلام عالية،  
ولنغني للوطن رغم الجراح،  
فكل نبرة في صوتنا  
تحمل شغف الأرض،  
وكل خطوة نخطوها  
تكتب حكاية الصمود  
في وجه قسوة الزمن.
وماذا تبقى من الأحلام،  
إن لم تكن رغبة في الحياة،  
في بناء بيتٍ من الأمل،  
وفي زراعة الزهور  
على أنقاض المعاناة،  
لتنمو من جديد  
وتتفتح في الربيع.
أيها الأصدقاء،  
لنكن معًا،  
مترابطين كالأشجار  
في غابةٍ لا تُقهر،  
نستمد من جذورنا  
قوةً لا تنتهي،  
ونصمد في وجه العواصف  
التي تهب بلا رحمة.
وفي كل جرحٍ نُعالج،  
في كل دمعةٍ تُمسح،  
هناك درسٌ عن الحياة،  
عن الكفاح المستمر،  
لأن الأمل لا يموت،  
بل يتجدد في كل قلبٍ  
يرغب في التغيير.
فلنبقَ متفائلين،  
فالأرض تنادي بأسمائنا،  
والأزقة تعرف خطواتنا،  
وكل حجرٍ في هذه الديار  
يحكي عن قصصنا،  
عن عشقٍ لا ينتهي،  
وعن مستقبلٍ ننشده  
مع كل شروق شمس.

فدعونا نُشعل قناديل الأمل،  
ونكتب في سماء الليل  
نجومًا تضيء دروبنا،  
فكل قلبٍ ينبض بالحياة  
يحمل رسالةً من الأحرار,  
تُخاطب الأجيال القادمة  
بأننا لم نستسلم.
وماذا تبقى من الأنين،  
إن لم يكن صوت الحق،  
الذي يرتفع في كل مكان،  
يُطالب بالحرية،  
ويُصرخ في وجه الظلم،  
لأننا أُناسٌ نؤمن  
أن غدًا سيكون أفضل.
فلنأخذ بأيدي بعضنا،  
ونمضي في طريق النضال،  
فلن نسمح للغيم  
أن يحجب شمس الأمل،  
ولن نترك لليأس  
مكانًا في قلوبنا،  
فالأمل هو الحياة.
وفي كل زاويةٍ من الوطن،  
تُروى حكايات الأبطال،  
عن صمودٍ لا يُقهر،  
وعن عشقٍ للتراب،  
فكل شجرةٍ تُثمر في الأرض  
تحمل قصصًا من التاريخ،  
تُعلمنا أنه رغم الألم  
هناك دائمًا بارقة أمل.
فلنستمر في النضال،  
ونرفع أصواتنا عاليا،  
فكل صرخةٍ تُسمع،  
هي خطوة نحو النور،  
وكل دمعةٍ تُجفف،  
هي وعدٌ بأننا سنعود.

فلنستمر في الحلم، 
رغم كل ما مرّ علينا،  
ففي قلوبنا نارٌ لا تنطفئ،  
تُضيء لنا الدروب المظلمة،  
وتُعيد لنا ذكريات الأمل  
في كل زاويةٍ من الوطن.
وماذا تبقى من الدموع،  
إن لم تكن شلالاتٍ  
تروي أرضًا عطشى للصمود،  
فكل قطرةٍ تحمل  
قصص من الشجاعة،  
تُكتب في صفحات التاريخ  
بمداد من العزيمة.
فلنحتضن بعضنا،  
ولنكون كالفجر الذي يشرق،  
على ظلام الليل الطويل،  
فنحن الأمل الذي لا يموت،  
والصوت الذي يصدح،  
في وجه كل قهرٍ وظلم.
وفي كل لحظةٍ نعيشها،  
نُعيد بناء الحلم،  
نزرع الأمل في قلوبنا،  
ونُسطر قصائد حبٍ  
تُحكى للأجيال القادمة،  
عن وطنٍ عشقناه،  
وعن حكاياتٍ لم تُنسَ.
فلنرفع الأيادي،  
ولتكن قلوبنا واحدة، 
فالمستقبل أمامنا،  
وكلنا معًا سننقش  
على جدران الزمن  
حكمة الصمود،  
ورغبة الحرية.

فلنقف معًا، صفًا واحدًا،  
في وجه العواصف التي تعصف بنا،  
فالوحدة هي قوتنا،  
والتضامن هو سلاحنا،  
لنُعيد بناء ما تهدم،  
ونزرع الأمل في قلوبنا.
لنتعاهد أن نكون صوتًا واحدًا،  
في كل مكانٍ وزمان،  
نرفع راية الحق عالية،  
ونقول للعالم: نحن هنا،  
نحن أبناء الأرض،  
نحن من يحملون الأمل.
فلنكن كالنخيل،  
نمتد في السماء رغم العواصف،  
وكالأشجار التي لا تنحني،  
بل تصمد أمام كل تحدٍ،  
ففي قلوبنا عشقٌ لا يموت،  
وعزيمةٌ لا تعرف الكلل.
دعونا نُشعل شعلة الإخاء،  
وندعو كل الأحرار للانضمام،  
لنبني معًا جسرًا من الحب،  
نعبُر به إلى غدٍ مشرق،  
حيث يعيش الجميع في سلام،  
وتزهر الأرض بالحرية.
بقلمي د. الشريف حسن ذياب 
الخطيب الحسني الهاشمي

التسميات: