على بوابات. الشاعرة. فريال حقي
على بوابات مدن الكرامة يبتسم جرح الوطن ليحضنك همس غفوة طفل/ يعانق الجوع محاولا إطفاء إشتعالات عطشه من دفق نهر الفرات ، بأثوابه الممزقة تختفي خلفها الطفولة المشردة، و الزمن يوغل في دهاليز الظلام، و الأعصاب يلفها الصقيع بشهقة المطر و رعد الدماء ، و زلزلة السماء تنادي مآذن كل المساجد و أجراس الكنائس.الأوطان تحترق ، سارقي الأوطان سدوا الدروب و أفنوا القلوب، صار الفضاء غريقا و الصهيل نحيبا و المكان حريقا ، و والزمان لهيبا، و طريد و شريد و ضرير و دهاليز قهر ، وتصهل الطرقات نحيب السلام ، و الشهقة لا تستطيع البوح ولا تدري بأي طلقة تنتهي المواجع في بلاد القلب ، و.تدار الشهادة مثل كأس الشمول ، وطني فيض محبة ملك النوارس و فيض ثغر السماء ، الغزاة ملئوا الحياة أرقا و قلقا و هما و غما، و إمتد آذاهم إلى القتل والتدمير و التخريب و التهجير، فأستباحوا الأرض و دنسوا العرض و عطلوا الفرض ، هزات عنيفة مزقت اليقين و نسفت الإستقرار ،، و بعثرت المجتمع نفسيا و روحيا و ماديا ، وطني فخر العرب و المسلمين و معقل الإيمان ومهد العلماء و الأئمة و الحضارة ومهوى الأفئدة، أبناؤها طبيعتهم ترفض القهر ، وعلى جبينهم ينبت الغار ، ومن راحاتهم تلهج النار ، لا يساومون على عشبة و حبة رمل ، وطني يقاوم ولا يساوم و سيبقى اللقاء والبقاء ، فانوس الحرية سيبدد الظلام ، و يرسم في كل خيمة و كوخ أجمل لوحة ، ليعلن نحن أصحاب الأرض نحن الحربة و السلام ، وليسقط الفاسدون على أعتاب قاسيون ، و سيتكسر حاجز الصمت و ستروي قصة المجد حناجر . فريال حقي
التسميات: خاطرة فصحي
<< الصفحة الرئيسية