مسافرون. للشاعر. حليم محمود ابو العيلة
(ق. ق. ج)
مسافرون
فى الأركان.... بقايا لعبة.... وفتات حلوى....ورفاة قطة أصابها الهُزال.... وبقايا تَبغ أبى المكلوم....فى ليل قاتم كشعر فتاة إفريقية مجعد، لا طمأنينة ولا دفء غيره، فالكل ذهب فى سفرة طويلة ليعدوا لنا غرفة أتمنى ألا تكون مثل غرفتى التى فى نظافتها تشبه رأس عجوز ضرير، وأمى هناك تصنع لى كعكة وتجهز لى شطائر الكيك وأكواب النسكافيه - كما قال لى أبى - فأنا وأبى جوازا سفر وتذكرتا طيران مؤجلة.
نحن اللذان نحدد ميعاد اقلاعها،خرج أبى ليلة أمس ليُحضر لنا طعاما نأكله وانتظرت أبى طويلا حتى مل الانتظار منى، وفجأة جاء صديق أبى وأخبرنى بصوت هادئ "لقد اتصلت أمك تستعجل أباك فسافر إليها" وبعث لك معى ابتسامةً وقبلةً.. وخبزًا.. وطبق بيض واحتضننى دامعا وربت على كتفي ومضى.
وأنا الطفل ذو التسع سنوات لا أفهم فلسفة الحياة، وقمت أحضر عشاءً لى ولابى لعله يرجع، وبينما أضع باقى البيض فى السلة،رأيت بيضة تفقس أمامى وخرج منها كتكوت يحمل فى لونه كل سواد الأرض، وصوته الواهن يشبه صوت ناى حزين، وعندما أمسكت به وجاءت عيناي فى عينيه فجأة.
إحتضننى وحلقنا معا فى السماء!!
بقلم/
حليم محمود ابو العيلة
التسميات: قصة قصيرة
<< الصفحة الرئيسية