الاثنين، 12 مايو 2025

همسات في الأفق. للشاعر. د. عبده عبدالرازق أبو العلا

#همساتٌ_في_الأفقِ_____________بحرٌ_وافرُ


إذا لانتْ ليَ الأرواحُ يومًا------وجدتُ لُقَاكَ أسمى من مذاقي

وإن هبَّ النسيمُ بلَيلِ شوقٍ------ذكرتُ حديثَ ظِلٍّ بالذقاقِ

كأنَّكَ في دُجَى قلبي سنايا------تضيءُ العتمةَ الحيرَى بِرَاقي

تسلَّلَ في حنايا الصدرِ نُورٌ------كأنَّه بَوحُ أنفاسي البواقي

وفي عينيكَ سِرٌّ لا يُجارَى------يُذيبُ الصمتَ في سَكَنِ الفُهَاقِ

فأشرقَ في الدُّجى قلبي ووجدي------كأنَّهما ضياءٌ في سباقِ

إذا ما جئتَ من وهجِ الليالي------تكن للرَّوحِ وصلٌ في روَاقِ

أراكَ بدايةً للحلمِ دومًا------ومنكَ الروحُ تبدأُ في انطلاقِ

تغيبُ فتستفيقُ بكلِّ وجدٍ------حنيني في المدى، شوقُ التِصاقي

وأبصرُ في غيابِكَ ألفَ طيفٍ------يسامرُني، فيزدادَ احتراقي 

كأنّكَ من حنينِ الليلِ همسٌ------يُبلّلُ مهجتي كهَمَى السواقِ

فلا تسألْ عن القلبِ المُعنّى------ففي عينيكَ يكمنُ كلُّ راقِ

إذا سارت خُطاكَ على الليالي------أضاءَ الروحَ منكَ ضياءُ باقِ

كأنَّكَ في خفوقي سرُّ وجدٍ------تجلَّى في حناياكَ اشتياقي

يُميلُ الحرفَ في قلبي غناءً------وتُسقِيه المعاني دونَ ساقِ

وتحملُ من عبيرِ اللفظِ سحرًا------يُذيبُ الصمتَ في جمرِ العناقِ

فلو ناديتَ أشواقي، أجابتْ------بنبضٍ من هواكَ على اتساقِ

وإذ لاحت لذكراك الأماني------وسارت للِّقاءِ كما بُراقِ

سكنتَ الروحَ بل عافستَ قلبي------وقلبي لا يُعافَسُ مِن فِراقِ

فكلُّ اللحظِ أحياه جديدًا------وعِشقُكَ قد يُجَدَّدُ بالتلاقِي

رأيتُ سناكَ في ظُلَمٍ تَبدَّى------لقلبٍ باتَ بالأنوارِ ناقِي

وهمسُ هواكَ إن داعب خيالي------تراقصَ في دمي طيفُ الخُفَاقِ

فلا تسلِ الجنونَ أو الحنينَ------فكلُّ الحرفِ مذبوحُ الطواقِ

أيسُكْرُني الهوَى إلاكَ يومًا؟------فأنتَ النبضُ في كلِّ السياقِ

تسامَى في خيالي طيفُ وُدٍّ------كأنّكَ في الدُّجى نجمُ العِتاقِ

تراءَى الحُسنُ من عينيكَ سِحرٌ------فرَطَّبَ مهجتي وهَجُ المآقي

فلا تُطفئْ ضياءَكَ عن فؤادي------فقلبي في هواكَ هوىً دِفاقِ

وإن تغفو العيونُ، فذاك وهمٌ------فذكرُكَ في الضلوعِ بلا مِطَاقِ

وإن شوقي يحادثني رؤاكَ------رأيتُكَ وسطَ أهلي والرفاقِ

تَسلَّلتَ الحنينَ كأنّ طيفًا------جَرَى ما بينَ قلبي والصِّفاقِ

إذا ناديتُ باسمكَ جاءَ لحنٌ------يُغنّي في فمي شوقَ الّلِحاقِ

تغيبُ، فتنكسرْ مني ظلالي------كأنكَ نورُ أيّامي البِراقِ

وحينَ تمرُّ في حُلمي خفيفًا------تعودُ الروحُ لي بعدَ الشِّهاقِ

وإن ضحكتْ ملامحُكَ اشتياقًا------تفتّحَ في دمي وردُ الوِفاقِ

ونبضُ القلبِ يزدادُ انتفاضًا------فتسري في شراييني الدقاقِ

فتلتئمَ الجروحُ وذاكَ فيضٌ------من الإبحارِ في عمقِ الحِداقِ

وألمحُ في ضياءِ العينِ وعدًا------كأنَّ البدرَ يسري في المِحاقِ

ويصغو الليلُ إن ناديتُ شوقي------ويبسمُ بالمداراتِ الغِداقِ

فتبصِرَني علوتُ بكلِّ حِسٍّ------أطوفُ رقيعَ قيذومٍ طِباقِ

وأدنو حتى ترقبَنِي مادومُ------بألوانِ التواصلِ دونَ واقِ

فرابعةٌ تُسمَّى أرقلونَ------وخامسةٌ هُفونُ وذو لصاقِ

وأعلو فوق سادسةِ العروسِ------إلى عجماءِ دُرَرٍ وانطباقِ

فَتَحضُرْنِي جِنانُ الخلدِ طيفٌ------تراسمَ في سناياتِ المراقي

فأنتَ الروحُ لي إذ كانَ وعدٌ------ووعدُ الحرِّ باقٍ باتِّفاقِ

وسوفَ تظلُّ في حُلمي وفكري------إلى أن ينتهي عمرُ الصَّداقِ

لتعلمَ أنَّني عاهدتُ عهدًا------صَدُوقًا ليس فيه من نفاقِ

وإنِّي إليكَ قد قدَّمتُ حُبًّا------تجسَّمَ ظِلُّه قيدَ الرِّتاقِ

لعلِّي قد أطلتُ عليكَ قولًا------ففي أشعاري يزدادُ انبثاقي


بقلم . د عبده عبد الرازق أبو العلا

التسميات: