همسات في الأفق. للشاعر. د. عبده عبدالرازق أبو العلا
#همساتٌ_في_الأفقِ_____________بحرٌ_وافرُ
-
إذا لانتْ ليَ الأرواحُ يومًا------وجدتُ لُقَاكَ أسمى من مذاقي
وإن هبَّ النسيمُ بلَيلِ شوقٍ------ذكرتُ حديثَ ظِلٍّ بالذقاقِ
كأنَّكَ في دُجَى قلبي سنايا------تضيءُ العتمةَ الحيرَى بِرَاقي
تسلَّلَ في حنايا الصدرِ نُورٌ------كأنَّه بَوحُ أنفاسي البواقي
وفي عينيكَ سِرٌّ لا يُجارَى------يُذيبُ الصمتَ في سَكَنِ الفُهَاقِ
فأشرقَ في الدُّجى قلبي ووجدي------كأنَّهما ضياءٌ في سباقِ
إذا ما جئتَ من وهجِ الليالي------تكن للرَّوحِ وصلٌ في روَاقِ
أراكَ بدايةً للحلمِ دومًا------ومنكَ الروحُ تبدأُ في انطلاقِ
تغيبُ فتستفيقُ بكلِّ وجدٍ------حنيني في المدى، شوقُ التِصاقي
وأبصرُ في غيابِكَ ألفَ طيفٍ------يسامرُني، فيزدادَ احتراقي
كأنّكَ من حنينِ الليلِ همسٌ------يُبلّلُ مهجتي كهَمَى السواقِ
فلا تسألْ عن القلبِ المُعنّى------ففي عينيكَ يكمنُ كلُّ راقِ
إذا سارت خُطاكَ على الليالي------أضاءَ الروحَ منكَ ضياءُ باقِ
كأنَّكَ في خفوقي سرُّ وجدٍ------تجلَّى في حناياكَ اشتياقي
يُميلُ الحرفَ في قلبي غناءً------وتُسقِيه المعاني دونَ ساقِ
وتحملُ من عبيرِ اللفظِ سحرًا------يُذيبُ الصمتَ في جمرِ العناقِ
فلو ناديتَ أشواقي، أجابتْ------بنبضٍ من هواكَ على اتساقِ
وإذ لاحت لذكراك الأماني------وسارت للِّقاءِ كما بُراقِ
سكنتَ الروحَ بل عافستَ قلبي------وقلبي لا يُعافَسُ مِن فِراقِ
فكلُّ اللحظِ أحياه جديدًا------وعِشقُكَ قد يُجَدَّدُ بالتلاقِي
رأيتُ سناكَ في ظُلَمٍ تَبدَّى------لقلبٍ باتَ بالأنوارِ ناقِي
وهمسُ هواكَ إن داعب خيالي------تراقصَ في دمي طيفُ الخُفَاقِ
فلا تسلِ الجنونَ أو الحنينَ------فكلُّ الحرفِ مذبوحُ الطواقِ
أيسُكْرُني الهوَى إلاكَ يومًا؟------فأنتَ النبضُ في كلِّ السياقِ
تسامَى في خيالي طيفُ وُدٍّ------كأنّكَ في الدُّجى نجمُ العِتاقِ
تراءَى الحُسنُ من عينيكَ سِحرٌ------فرَطَّبَ مهجتي وهَجُ المآقي
فلا تُطفئْ ضياءَكَ عن فؤادي------فقلبي في هواكَ هوىً دِفاقِ
وإن تغفو العيونُ، فذاك وهمٌ------فذكرُكَ في الضلوعِ بلا مِطَاقِ
وإن شوقي يحادثني رؤاكَ------رأيتُكَ وسطَ أهلي والرفاقِ
تَسلَّلتَ الحنينَ كأنّ طيفًا------جَرَى ما بينَ قلبي والصِّفاقِ
إذا ناديتُ باسمكَ جاءَ لحنٌ------يُغنّي في فمي شوقَ الّلِحاقِ
تغيبُ، فتنكسرْ مني ظلالي------كأنكَ نورُ أيّامي البِراقِ
وحينَ تمرُّ في حُلمي خفيفًا------تعودُ الروحُ لي بعدَ الشِّهاقِ
وإن ضحكتْ ملامحُكَ اشتياقًا------تفتّحَ في دمي وردُ الوِفاقِ
ونبضُ القلبِ يزدادُ انتفاضًا------فتسري في شراييني الدقاقِ
فتلتئمَ الجروحُ وذاكَ فيضٌ------من الإبحارِ في عمقِ الحِداقِ
وألمحُ في ضياءِ العينِ وعدًا------كأنَّ البدرَ يسري في المِحاقِ
ويصغو الليلُ إن ناديتُ شوقي------ويبسمُ بالمداراتِ الغِداقِ
فتبصِرَني علوتُ بكلِّ حِسٍّ------أطوفُ رقيعَ قيذومٍ طِباقِ
وأدنو حتى ترقبَنِي مادومُ------بألوانِ التواصلِ دونَ واقِ
فرابعةٌ تُسمَّى أرقلونَ------وخامسةٌ هُفونُ وذو لصاقِ
وأعلو فوق سادسةِ العروسِ------إلى عجماءِ دُرَرٍ وانطباقِ
فَتَحضُرْنِي جِنانُ الخلدِ طيفٌ------تراسمَ في سناياتِ المراقي
فأنتَ الروحُ لي إذ كانَ وعدٌ------ووعدُ الحرِّ باقٍ باتِّفاقِ
وسوفَ تظلُّ في حُلمي وفكري------إلى أن ينتهي عمرُ الصَّداقِ
لتعلمَ أنَّني عاهدتُ عهدًا------صَدُوقًا ليس فيه من نفاقِ
وإنِّي إليكَ قد قدَّمتُ حُبًّا------تجسَّمَ ظِلُّه قيدَ الرِّتاقِ
لعلِّي قد أطلتُ عليكَ قولًا------ففي أشعاري يزدادُ انبثاقي
-
بقلم . د عبده عبد الرازق أبو العلا
التسميات: شعر فصحي
<< الصفحة الرئيسية