الثلاثاء، 17 يونيو 2025

عفريت.. للشاعر. وسام طيارة

#عفريت_جزء3

أغلقت الباب خلفي، لكن الصوت تسرب.. كنت أظن أني نجوت منه، من ذاك العفريت الذي يشبهني أكثر مما يشبهه.. لكنه كان في كل مكان: في فوضى الغرفة، في ارتباك الكتب، في كأس الماء الذي لم أُكمله.
كان في نبرة صوتي حين أقول: "أنا بخير"،
وكان في ارتجاف جفني حين أطفئ المصباح.

في الليل التالي.. 
استيقظتُ لأجد مرآتي تُحدق بي، لا أنا فيها، بل هو.
يجلس على الكرسي، واضعاً يده على قلبي، ويهمس كمن يُغني لضحاياه:
"لماذا تكرهينني؟ ألستِ أنتي التي صنعتني؟
أنا فقط انعكاسك حين تُحبين من لا يعود.
تقدمت نحوه، ببطء يشبه من يُسلم نفسه لحكم الإعدام.
قلت له:
"أنا لم أخلقك، أنا فقط.. أحببت من يوقظك كل ليلة!"

ضحك، ضحكة لم أسمعها يوماً إلا في خيباتي، وقال:
"وهل تظنين أنكِ يمكن أن تعيشي بدوني الآن؟
أنا النبض الذي لا تهدأين من دونه.. 
أنا قلقكِ.. مأواكِ الأخير."
ارتجف المكان.. وانكسرت المرآة.
لكنه لم يختفي.. بل خرج منها، وسكنني.
#يتبع
في الجزء4 والأخير
Wissam Syrian 
#بقلمي: وسـام طيارة (السوري)

التسميات: